Sharhin Jalinus akan littafin Abuqrat mai suna Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Nau'ikan
ويشبه أن يكون قول أبقراط في هذا الكلام «وخليق أن يكون الأمر في هؤلاء يؤول إلى السوداء» إنما قاله لهذا السبب كأنه أراد أن يحدد ويلخص بعد ما قاله أولا عن غير تحديد ولا تلخيص. وأعني «بالشيء الذي قاله عن غير تحديد ولا تلخيص» قوله «إن البدن الكثير الدم الكثير المرار هو صاحب الجشاء الحامض» فإن هذا القول ليس يصح في جميع الأبدان «الكثيرة الدم والكثيرة المرار» وإنما يصح خاصة في الأبدان التي قد مالت إلى السوداء.
وقد يدلك حواشي هذا الكلام على أنه كلام رجل هو يعد في البحث والطلب بحقائق الأمور وقد قرب منها وأشرف عليها إلا أنه لم يعلمها علما يستيقنه ويثق به. وذلك أنه لم يطلق قوله فيقول: «إن البدن الكثير الدم الكثير المرار هو صاحب الجشاء الحامض» لكنه استظهر فقال: «يخيل إلي» ولم يحزم أيضا فيقول: «إن الأمر في هؤلاء يؤول إلى السوداء» لكنه استظهر فقال: «وخليق أن يكون».
وهذا القول كان قولا قاله أبقراط أو ثاسالوس ابنه فإنه قول قريب من الحق وليس يستكمل لحقيقة الأمر فأما جملة رأي أبقراط على ما بينت في غير هذا الكتاب فهو ما أصف: يقول إن الحرارة الكثيرة الخارجة عن الاعتدال تفسد الطعام فتصيره إلى الدخانية والحرارة الناقصة عن الاعتدال تفسد الطعام فتصيره إلى الحموضة. وذلك أنه ربما كان من البلغم وربما كان من المرة السوداء فإن الأخلاط الباردة في البدن إنما هي هذان الخلطان فقط. وقد نعلم أنه قد تحدث من قبل طبيعة الأطعمة نظائر هذه الأصناف لسائر الهضم إلا أن كلامه في هذا الموضع ليس هو في الأطعمة لكنه في مزاج المعدة.
Shafi 552