قال جالينوس: قد بينت في كتاب الفصول أنه يعني «بالحمى المفارقة» الحمى التي تقلع حتى ينقى البدن منها. والأمر بين في هذا الموضع أيضا أنه إنما يريد «بالمفارقة» هذا المعنى فإنه لم يرد بتسميتها «مفارقة» أن يفرق بينها وبين الحمى المطبقة التي يسميها اليونانيون «سونوخوس» لكنه أراد أن يفرق بينها وبين كل حمى لا تقلع حتى ينقى صاحبها منها لأن الحمى المطبقة يخصها هذا أن تلك الحمى ليس تكون فيها أدوار أصلا.
ثم ذكر بعد الحميات المفارقة «الحميات المزمنة». على أنه لم يذكر الحادة لكنه بذكره «الحميات الدائمة» دل على جنس الحميات الحادة لأنه محصور فيها. وقال إن في جميع هذه قد تدل الأعلام التي تقدم ذكرها على وقت منتهى المرض وأعني بقولي «هذه كلها» أصناف «الحميات» التي ذكرت وأصناف «الجراحات» وأصناف «النفث المؤلم» يعني بذلك الجراحات التي تكون في الصدر والأورام وذات الجنب والأمراض التي من جنس الأورام التي تكون في قصبة الرئة وفي الحنجرة «والخراجات والأورام».
Shafi 114