الكلامُ عليه من وجوهٍ:
* الأول: في التعريف بمن ذُكِرَ فيه:
أمَّا أبو هريرة ﵁: فقد اختُلِفَ في اسمِهِ واسم أبيه اختلافًا كثيرًا، والذي عندَ أكثرِ أصحابِ الحديث المتأخرين في الاستعمال أنَّ اسمَهُ في الإِسلام عبدُ الرحمن بن صخر.
قال أبو أحمدَ الحاكم (١): أصحُّ ما عندنا في اسم أبي هريرة عبدُ الرحمنِ، وهو دَوْسي النسب، نسَبُهُ إلى - دَوْسٍ - بفتح الدال، وسكون الواو، وآخرُهُ سينٌ مهملة - وهي قبيلةٌ في الأَسْد، وهو دَوْس بن عُدْثا [ن]- بضم العين، وسكون الدال المهملة (٢)، بعدَها ثاءٌ مثلثة - ابن عبد الرحمن بن زهران بن كعب بن عبد الله بن مالك بن
= وهذا الحديث صححه جمع كبير من الأئمة والعلماء، فصححه البخاري، والترمذي، وابن منده، وابن خزيمة، وابن حبان، والطحاوي، والخطابي، والحاكم ووافقه الذهبي، والبغوي، والبيهقي، وابن المنذر، وعبد الحق، والنووي وابن القيم، والزيلعي، وابن الملقن، وابن حجر، وغيرهم كثير، وقد جمع ابن الجوزي في حديث أبي هريرة ﵁ هذا وشواهده من الأحاديث جزءًا كبيرًا، كما قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (١/ ٢٠).
وقد تُكلِّم في الحديث من جهة الاضطراب في الإسناد، والاختلاف في بعض الرواة، ودعوى الجهالة في بعضهم أيضًا، وسيأتي الكلام عن ذلك كله عند المؤلف ﵀ في الوجه الثاني من الكلام على الحديث.
(١) في "الكنى"، كما نقله عنه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٧٧٠).
(٢) في "شرح عمدة الأحكام" للفاكهاني (٤ / أ) وقد نقل عن الإِمام ابن دقيق كلامه في ترجمة أبي هريرة ﵁: "المهملتين" بدل "المهملة".