128

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Mai Buga Littafi

مطبعة سفير

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال ﷺ: «استقيموا ولن تحصوا» (١)، وفي الحديث: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (٢). قوله: «لا يغفر الذنوب إلا أنت» إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار، كما قال تعالى في الحديث القدسي: «عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب» (٣). وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾. (٤). فقوله ﷺ: «ولا يغفر الذنوب إلا أنت»؛ كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾. قوله: «فاغفر لي مغفرة» إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله تعالى، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده سبحانه. قوله: «إنك أنت الغفور الرحيم» من باب المقابلة، والختم للكلام،

(١) رواه أحمد (٥/ ٢٧٧، ٢٨٢)، وابن ماجة برقم (٢٧٧)، وصححه الألباني، انظر «الإرواء» برقم (٤١٢). (م). (٢) رواه أحمد (٣/ ١٩٨)، والترمذي برقم (٢٤٩٩)، وابن ماجه برقم (٤٢٥١)، وحسنه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (٤٥١٥). (م). (٣) رواه البخاري برقم (٧٥٠٧)، ومسلم برقم (٢٧٥٨). (م). (٤) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.

1 / 129