شرح حديث عمار بن ياسر ﵁ -
شرح حديث عمار بن ياسر ﵁ -
Bincike
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Mai Buga Littafi
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Nau'ikan
ثم ترميك من المأمن بالخطب الجليل ... إِنَّمَا العيش جوار الله في ظل ظليل
حيث لا تسمع من يؤذيك ... من قال وقيل
قوله ﷺ: "وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرَ فِي وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ":
هذان الأمران هما سعادة الدُّنْيَا والآخرة، وأعظم لذاتها وأعلى ما يحصل للمؤمن فيهما، فإن أعلى ما في الآخرة النظر إِلَى وجه الله ﷿، وهو أعظم من الجنة وكل ما فيها.
وفي "الصحيح" عن النبي ﷺ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، نَادَى مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ".
فيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، أَلَمْ تُثَقَّلَ مَوَازِينَنَا، وَتُدْخِلَنَا الجَنَّةَ
وَتُزَحْزِحُنَا عَنِ النَّارِ؛ فَيُكْشَفُ الحِجَاب، فينظرون إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النّظر إِلَيْهِ" (١).
وفي رواية: "ولا أقر لأعينهم من النظر إِلَيْهِ، وهو الزيادة، ثم تلا: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ (٢) ".
وفي "مسند البزار" (٣) من حديث "حذيفة عن النبي ﷺ: "أَنَّه يُكشَفُ الحِجَابُ، وَيَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَغْشَاهُمْ مِنْ نُورِهِ لَوْلَا قَضَى عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَحْتَرِقُوا لَاحْتَرَقُوا مِنْ نُورِهِ، مِمَّا غَشِيَهُمْ مِنْ نُورِهِ، فَإِذَا رَجَعُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ خَفَوْا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ مِمَّا غَشِيَهُمْ مِنْ نُورِهِ حَتَّى يَعُودُوا إِلَى صُوَرِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيهَا".
قال الحسن: إِنَّ الله يتجلى لأهل الجنة، فَإِذَا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة.
_________
(١) أخرجه مسلم (١٨١).
(٢) يونس: ٢٦.
(٣) أخرجه البزار كما في "كشف الأستار" رقم (٣٥١٨) من حديث حذيفة.
1 / 179