156

التفسير: "النقرس فضل ينحدر إلى مفصل القدمين فينصب أولا إلى فضاء المفصل ثم إلى ما حوله. وإذا امتلأت المفاصل تمددت الرباطات التي تحيط بها وليس يرم العصب والأوتار بل يجتمع بتمديدها ولذلك لا يحدث بالمنقرس تشنج ويختلف المادة في اللطافة والغلظ فاللطيفة يتحلل في مدة أقل والغليظة في مدة أطول إلا أن الغليظة لا يتجاوز تحللها أربعين يوما إذا أحسن الطبيب التدبير والمريض الحمية وأيضا فإن المادة تتحللل من بعض المواضع أسرع وأسهل ومن البعض أبطأ وأنكد ولهذا صار يتأخر مدة تحلل الأورام في المفاصل عن مدة تحلل الأورام الحارة الحادثة في المواضع اللحمية وهي مدة انقضاء الأمراض الحادة التي هي أربعة عشر يوما لأن جوهر اللحم أسخف وأشد تخلخلا من طبيعة الرباطات. وذلك كما أن الرباطات والأوتار والأعصاب ترم ابطاء لأنها أعسر قبولا للمادة لتبلدها وكثافتها وصلابتها كذلك التحلل عنها يكون أبطىء والمواد التي في أفضية المفاصل تحتاج أن تلطف وتسخن وتنفد في هذه الآلات الكثيفة المتلززة ولذلك جعل بقراط حد إنقضاء الورم في أصحاب النقرس الأربعين لأنه حد الأمراض التي جاوزت الحادة ولم يدخل بعد بالتحقيق في عدد الامراض المزمنة."

47

[aphorism]

قال أبقراط: "من حدث في دماغه قطع فلا بد من ان يحدث حمى وقيء مرار."

[commentary]

التفسير: "الحمى تعم كل قطع في عضو يتبعه ورم حار وقيء المرار يعرض لمشاركة المعدة الدماغ وفي زوج العصب وقد تعرض الحمى وقيء المرار لهؤلاء من قبل الوجع الشديد وذلك أن شدة الوجع تهيج الحرارة فالحرارة تجلب المواد والصفراء يسبق غيرها للطاقتها وخفتها PageVW3P094A ويصعد إلى المعدة والرأس وتحدث الحمى والقيء سيما إذا كانت المعدة ضعيفة. فإنها تقبل المرار سريعا ولذلك تنصب إلى المعدة الممرور إذا ابطأ عنه الطعام كثيرا مرار تسقط شهوته للطعام ويوجد في بعض النقول "من أصاب صفاق دماغه قطع أخذ صاحبه حمى وقيء مرار" وبالجري أن يحدث الحمى وقيء المرار إذا كان القطع واقعا بالغشاء الصلب المحيط بالدماغ لأنه يتصل بالدماغ في مواضع كثيرة منه."

48

[aphorism]

قال أبقراط: "من حدث به وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم أسكت على المكان وعرض له غطيط فإنه يهلك في سبعة أيام إن لم يحدث به حمى."

[commentary]

Shafi da ba'a sani ba