Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Nau'ikan
[aphorism]
قال بقراط: "إذا كان بإنسان رمد فاعتراه اختلاف فذلك محمود."
[commentary]
التفسير: "اختلاف في الرمد سبب محمود لأنه يجذب الخلط الغالب في البدن إلى أسفل وهذا من الاستفراغات التي توجد طوعا ولذلك ينبغي للطبيب أن تمثيله."
18
[aphorism]
قال بقراط: "إذا حدث في المثانة خرق أو في الدماغ أو في القلب أو في الكلى أو في الأمعاء الدقاق أو في المعدة أو في الكبد فذلك قتال."
[commentary]
التفسير: "إنما لا يلتحم القطع النافذ إلى جوف المثانة لرقتها وعصبيتها وعدمها الدم ولذلك قد برأ رقبتها بعد شق في أصحاب الحصى * اللحمية (70) وأيضا فإن البول الحار الذي يجتمع في المثانة مما يمنع التحامها لأنه أبدا يلذعها ويقطع اتصالها ولعل امتناع شفتي الجرح من الإلتيام عند برازها بالبول مما يعين على ذلك والجراحة الواقعة بالدماغ قد يبرأ صاحبها منها في الندرة. وإن كانت نافذه وذلك إذا كانت صغيرة وفي جانب واحد فقد قال جالينوس في الثانية من منافع الاعضاء أن فتى أصابه ثقب في أحد بطني دماغه المقدمين فسلم ولو أصيب فيهما جميعا كان مهلكا لا محالة في الوقت. فأما الجراحة العظيمة الغائرة التي تمكن لعظمها وغورها أن يسمي خرقا فإنه يجلب الموت سريعا إذا كان يبرد جوهره وينفش الروح النفساني منه ويتعطل النفس.فأما جراحة القلب والحجاب فإنما لا يلتحم لدوام حركتهما ولأن الموت يسبق إلى صاحب جراحة القلب قبل أن يلتحم إذ هو أشرف الأعضاء كلها فلا يحتمل اذى الجراحة والروح الحيواني يتبدد منه وكذلك الدم القلبي فيهلك سريعا والكلى يمتنع من الالتحام إذا كان القطع نافذ إلى بطونها الدوام فعلها كما فهمت لما يجتاز بها من المائية الحادة اللذاعة ومنعها لها من الاتصال وإلامعاء الدقاق عسرة التحام لرقها وقلة لحميتها ودوام ترطبها بالكيلوس ومنع الكيلوس من ضم شفتي القطع والصائم منها لا برؤ له لكثرة ما فيه من العروق وعظمها فرقة جرمه وقربه من طبيعة العصب ولأنه ينصب إليه المرار وهو صرف بعد حاد خالص إذا * هو (71) أقرب الأمعاء كلها إلى الكبد. وأما الأمعاء الغلاظ فلأنها * أقرب (72) من طبيعة اللحم فالطبيب من مداواتها على ثقه والادوية أيضا تقف فيها ومن تلبث لازمة لها مدة أطول. وأما المعدة فإنها أكثر لحما ولذلك يمكن أن يلتحم جراحتها إذا لم تكن غائرة جدا. فأما النافذة إلى فضائها ففي الندرة تبرأ لأن الأدوية لا تلزم الموضع لزومها الأعضاء الأخر ولأن شفتي الجرح ربما يمتنع من الإلتيام وربما يسيل الغذاء من * الخرق (73) فيخفف بالقوة وجراحة الكبد لا تلتحم لأن النزف يسقط القوة قبل الالتحام، وإنما يبرأ إذا لم يقطع * عرقا (74) . وأما عند قطع زوايدها فقد برأ كثيرا حتى أنه قد سقط بعض زوائدها البتة فيبرأ. ولهذا جالينوس يذكر في تفسير هذا الفصل أن الموت نازل بصاحب جراحة القلب لا محالة. فأما غيره من الأعضاء فليس يجب ضرورة متى نالته جراحة أن يتبعها الموت لا محالة، لكن متى كانت غائرة عميقة ولذلك فخليق أن يكون أبقراط عنى بقوله خرق العظيمة الغائرة حتى يكون بدن المثانة كله يخرق حتى يصل القطع إلى الفضاء الذي في جوفتها وكذلك في سائر الاعضاء."
19
Shafi da ba'a sani ba