Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط للكيلاني
Nau'ikan
[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم (428) : إذا كان المرض ملائما لطبيعة المريض وسحنته وسنه والوقت الحاضر من أقوات السنة فخطره أقل من خطر المرض إذا كان غير ملائم لواحدة من هذه الخصال.
[commentary]
يعني ملائمه المرض لطبيعة المريض وسحنته وسنه وللزمان الحاضر أسلم من مخالفته لها، ومع ذلك * إن (429) الشاب المعتدل السحنة * الحار (430) المزاج في البلد الحار في فصل الصيف * المباشر (431) بالأعمال الحارة والتدابير المسخنة إذا مرض مرضا حارا اقتضى أن يكون التدبير المبرد أكثر منه PageVW1P037A إذا كانت هذه الأشياء بالضد من ذلك، والمرض حار لأن هذه الأسباب بالصفة المذكورة متعاونة PageVW0P058A على إحداث المرض الحار ومقاومة * للتدبير (432) الذي يصلح له، وإضدادها يوجد معينة للتدبير مقاومة للمرض الحار. ولكن حكم أبقراط الحكيم على العكس وقال إن هذه المعانى إذا كانت مضادة للمرض كان المرض أشد خطرا منه إذا كانت بخلافه. وأما الذي يجري عليه أمر التدابير الطبيعية في علاج المرضى يوجد جاريه بخلاف حكمه، وذلك أن الشاب والشيخ إذا أصابهما حمى غب يحتاج الشاب من التبريد إلى اضعاف مما يحتاج إليه الشيخ ولو أصابهما خدر أو فالج وجد الشيخ يحتاج من التسخين إلى أضعاف ما يحتاج إليه الشاب. ولو اقتصر في حمى الغب من تبريد الشاب على ما يدبر به * الشيخ لاحترق كما لو اقتصر من تسخين الشيخ في الخدر على ما يدبر به (433) الشاب ليوشك أن يجمد وهلك. ولهذا إن * الحار (434) المزاج في وقت صحته إن لم يدبر بما يعدل حرارته يحول من مزاجه الصحي إلى سوء المزاج، * وكذلك (435) المبرود إن لم يدبر بتعديل مزاجه في التسخين أيضا لصار PageVW0P058B في عدد المرضى. ومن ههنا وجد الطاعن مساغا للقول بأن الصحة ليست تحفظ بالمثل بل قد تحفظ بالضد. فإذا كان المحرور في وقت الصحة يدبر * بالتدبير (436) المبرد فإذا انضاف إلى حرارة مزاجه الصحي حرارة آخرى مرضية فالأولى أن يبالغ في تبريده أكثر، وإذا كان المبرود يعدل مزاجه بالتدبير المسخن فلو مرض مرضا باردا فالأحرى أن يبالغ * في (437) تسخينه أكثر وإذا مرض مرضا حارا ينبغي أن لا يبالغ في تبريده كما حكم بقراط، وهو صدر هذا الصناعة في الفصل الآخر المقدم ذكره PageVW1P037B بأن الحمى * ليست (438) تكون في المشايخ حادة كما تكون في اللذين هم في * النشوء (439) ، ولكن مهما تأملت حق التأمل فهمت أن المرض الحار إذا عرض للشاب المحرور فهو أقوى حرارة منه إذا عرض بعينه للشيخ والمبرود. والمرض الذي هو أقوى حرارة يحتاج * من (440) التبريد إلى ما هو أقوى تأثيرا من ذلك المرض بعينه إذا كان أضعف حرارة. والآخر أن المحرور * إذا مرض مرضا حارا (441) فقد تباعد من مزاجه الطبيعي بأقل من المبرود إذا مرض بذلك المرض بعينه لأن الحار المزاج في درجة * مثلا إذا أصابه مرض حار في درجة (442) PageVW0P059A احتاج إلى دواء بارد * في درجة لأنه لم يتباعد من مزاجه الطبيعي أكثر من درجة. والبارد المزاج في درجة إذا أصابه مرض حار في درجه احتاج إلى دواء بارد (443) في درجتين لأنه قد تباعد عما له من المزاج الطبيعي نحوا من درجتين. وافهم أن ههنا قانونين متقاربين تأمل فيهما حق التأمل حتى تميز أحدهما عن الآخر: أحدهما أن المرض الحار إذا عرض للشاب والمحرور فهو أقوى حرارة منه إذا عرض بعينه للشيخ والمبرود، والمرض الذي هو أ قوى حرارة يحتاج من التبريد إلى ما هو أقوى تأثيرا من ذلك المرض بعينه إذا كان أضعف حرارة. والآخر أن المحرور إذا مرض مرضا حارا فقد تباعد عن مزاجه بأقل من المبرود إذا مرض بذلك المرض بعينه، وهذا القانون يقتضي أن المحرور يحتاج أ ن برد مزاجه إلى رتبة من البرد أقل مما يحتاج إليه المبرود. * وليس يقتضي هذا الأصل أن المحرور يحتاج إلى تبريد أقل والمبرود (444) إلى * تبريد (445) أكثر، بل ليس بالشنيع أن الذي يحتاج أن يرد مزاجه إلى رتبة من البرد PageVW0P059B أقل أن يحتاج إلى تبريد أكثر لأن هذا الخروج وهذا التبريد في باب الكيف دون الكم، ولعل من يزعم أن المرض الحار إذا عرض للمبرود فهو أكثر خطرا منه إذا عرض بعينه للمحرور والمرض PageVW1P038A الذي هو أشد خطرا يحتاج إلى مبالغة في علاجة أكثر إذا كان أقل خطرا. فالمرض الحار في المبرود يحتاج إلى تبريد أكثر * منه (446) إذا كان * ذلك (447) بعينه في المحرور. فالجواب أن المرض إذا كان مضادا للمزاج والسن والسحنة والوقت الحاضر كان أكثر خطرا لأن السبب الفاعل لما كان في غاية القوة حتى قاوم المزاج الأصلي والسن وغيرهما وقهرها على * إيجاب (448) المرض كذلك فهو يقاوم التدبير الذي يزيله فهو لذلك أعسر برءا وليس عسر برء المرض الحار بموجب كثرة التبريد وقلته لكنه يوجب الإلحاح والمواظبة على التدابير المقاومة أياه.
61
[aphorism]
* قال أبقراط (449) : فأما في الأسنان فيعرض هذه الأمراض: أما الأطفال الصغار حين يولدون فيعرض لهم القلاع والقيء PageVW0P060A والسعال والسهر والتفزع * وورم (450) السرة ورطوبة الأذنين.
[commentary]
القلاع قرحة تكون في جلدة الفم واللسان مع انتشار واتساع، وأكثر ما تعرض للأطفال لردائة اللبن ولأن * غشاء (451) أفواههم وألسنتهم لين جدا لا يحتمل المص الكثير، وإنهم يتغذون قبل هذا من طريق السرة، فيؤذيهم الاغتذاء بالفم * وللطافة (452) جلدة فمهم بحلوة مائية اللبن ويحدث القلاع. وأردأ القلاع الأسود وأسلمه الأبيض والأحمر. ويعرض لهم القيء لسوء استمراء معدتهم الضعيفة التي لم تعتد بالغذاء. ويحدث بهم السعال للطافة رئتهم وعدم اعتيادها باستنساق الهواء الخارج * من الرحم (453) . وأما السهر لتأذي أبدانهم اللطيفة بشد القماط وعدم إلفتهم بالرقاد مستلقيا في المهاد. PageVW1P038B وإنما يتفرغون في النوم لفساد اللبن في معدتهم * لأن المرضعات يرغبن إلى كثرة ارضاعهم فيفسد اللبن فيها (454) ويلذع معدتهم برداءة كيفيته وترتقي منها البخارات الغليظة إلى دماغهم، ويتأذى ذلك الأذى من القوة الحساسة إلى القوة المصورة والمخيلة، فمثلت أحلاما هائلة، وإنما تتورم سرتهم PageVW0P060B بسبب ألم القطع العارض عليها ولامتلاء دماغهم من الرطوبات * الفضلية (455) تنحدر إلى أذنيهم منها ما هو أرق، فإن انحدرت إلى * رئتهم (456) يعرض لهم السعال، وربما كان سبب سهرهم إحساسهم * ألم (457) شد القماط على الهيئة الغير المعتادة للطافة أعضائهم. وسبب * ورم (458) سرتهم تفرق اتصال حدث من قطعها، * فيرم لضعفها عن (459) هضم الغذاء الآتية إليها لآفة فيها.
62
Shafi da ba'a sani ba