Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط للكيلاني
Nau'ikan
قال * الحكيم (40) أبقراط: إن أنت فعلت * جميع ما ينبغي أن تفعل على ما ينبغي ولم يكن ما ينبغي أن يكون (41) فلا تنتقل إلى غير ما أنت عليه ما دام ما رأيته منذ أول الأمر * ثابتا. (42)
[commentary]
* واعلم (43) أن أمر العلاج يتم بأشياء ثلاثة: أحدها التدبير والآخر استعمال الأدوية والثالث العمل باليد. وأعني بالتدبير التصرف في الأسباب * الستة (44) الضرورية بأن تجعل موافقة ملائمة للصحة الحاصلة ومخالفة للمرض عند كونها * زائلة (45) . يقول الحكيم أبقراط إن استعملت في مرض ما جميع ما ينبغي أن تستعمل فيه من * التدابير (46) واستعمال الأدوية على ما ينبغي في مقدارها من الكمية والكيفية، ولم يظهر * لك (47) من البرء ما ينبغي أن يظهر بهذا العلاج، فلا تنتقل من هذا العلاج إلى نوع آخر، أي من PageVW0P008B استعمال الأشياء الباردة إلى الحارة أو بالعكس، ولكن لا باس أن تنتقل من دواء إلى دواء آخر في نوعه لأنه قد يكون * تأخر (48) أثر معالجة الصواب من إلفة معدة العليل بدواء واحد أو يكون من غلظ المادة ولزوجتها أو برودتها، فيعسر نضجها بسهولة وبسرعة وتحتاج إلى زمان طويل، فلا يظهر بدئا PageVW1P005B منفعة بينة فلا تنتقل إلى غير ما أنت عليه في نوعه لأنه لو كانت التدابير مخالفة لازداد المرض واشتد عند * تداو (49) يزيد ويعين مادته، فلما لم يزد وبقي في حاله دل على موافقة العلاج. وقيل لا تهرب عن الصواب لتأخر الأثر ولا تقام على الغلط لتباطؤ * الضرر (50) ولا تقام في علاج واحد على دواء واحد، فإن المألوف لا ينفعل عنه.
5
[aphorism]
قال أبقراط * الحكيم (51) : استعمال الكثير دفعة مما يملأ البدن أو يستفرغه أو يسخنه أو يبرده أو يحركه بنوع آخر من * الحركة (52) أي نوع كان فهو خطر، وكل ما كان كثيرا فهو مقاوم للطبيعة. فأما ما كان PageVW0P009A قليلا فمأمون متى أردت انتقالا من شيء إلى غيره ومتى أردت غير ذلك.
[commentary]
إن امتلأ البدن امتلاءا كثيرا أعرض من ذلك الشدة والاسترخاء والتشنج الامتلائي والعفونة واحتقان الحار الغريزي والتخمة وانصداع الأوعية وانفجارها. وإن استفرغ البدن استفراغا كثيرا عرض برد المزاج باستفراغ المادة المشتعلة به الحار الغريزي، وربما عرض منه حرارة المزاج إن كان المستفرغ البلغم، وقد يعرض من ذلك اليبس وقد يتبع الاستفراغ الكثير الشدة لفرط يبس العروق وانسدادها فمن استعمال الكثير مما يملأ البدن واستفراغ الكثير يعرض الآفات الكثيرة. وأما الاحتباس والاستفراغ المعتدلان نافعان حافظان لحاله الصحة، وكذلك في التسخين والتبريد وغيرهما مما يحرك البدن من حال إلى حال خطر عند * استعمالها (53) * الكثير دفعه لأن قوام الطبيعة بالاعتدال وكلما جاوز الاعتدال استمال (54) البدن إلى الانحراف وسوء المزاج فيغير عن حالته PageVW1P006A الصحية. يقول الحكيم PageVW0P009B أبقراط: متى أردت أن تنتقل من حالة إلى حالة آخرى ينبغي أن يكون انتقالك على سبيل التدريج لا على طريق * التكثير (55) دفعه لأن كل كثير مقاوم للطبيعة مغير لاعتدال المزاج الذي قوام الصحة، فلو كان انتقالك وتدبيرك فيه قليلا * قليلا (56) وكنت مصيبا صار ذلك من قبيل العادات، ولو كنت مخطئا في تدبير انتقالك * وأحسست (57) به يكون لك سبيل إلى غير التدبير الذي كنت فيه وكنت مأمونا متى أردت غير ذلك الانتقال ويمكنك الانتقال منه إلى غيره بخلاف ما لو لم يكن على التدريج.
6
[aphorism]
Shafi da ba'a sani ba