144

Sharhin Fusul Abuqrat

شرح فصول أبقراط للكيلاني

[aphorism]

* قال أبقراط الحكيم (2037) : من كان يصيبه في حماه نافض في كل يوم فحماه تنقضي في كل يوم.

[commentary]

الحمى التي تنقضي كل يوم هي الحمى النائبة وتسمى المواظبة، وهذه تحدث من عفونة البلغم خارج العروق، وعلامته أن يبتدي بنافض صادق البرد لأن PageVW0P189B البلغم بارد بالطبع ويعرض قشعريرة ذات برد شديد شبيهة ببرودة الثلج ويتسارع البرد إلى الظهر لمكان النخاع ومنابت الأعصاب ومن هناك إلى الأطراف لبعدها من مستوقد الحار الغريزي وتطول مدة لبث البرد، ثم تلتهب الحمى لغلظ البلغم ولزوجته وبرده حتى أنه ربما يسخن البدن ويحم، ثم يعاوده البرد والنافض، ثم يسخن أيضا من الرأس مرات حتى تظهر السخونة وتستولي على جميع البدن، وربما يظهر في هذه الحمى حر شديد، وفي الآخر * يقل (2038) ذلك لأن العفونة تسبق أولا إلى الأحلى والأملح والأرق ثم إلى الأبرد * والأغلظ (2039) فينتفض عنده المحموم * ثم (2040) يشتعل جميع البدن لأنها إذا عفنت طائفة من الأخلاط في مدة النوبة واستولت الحرارة النارية فيها، تتأدى تلك الحرارة والسخونة إلى الروح وجرم القلب ثم إلى سائر الأعضاء، وإذا افنت الحرارة رطوبة الخلط المتعفن وأخرجتها من البدن لأنها غير محتبسة في العروق بقيت رماديتها التي ليست مطية للحمى فتبطل الحمى إلى أن PageVW1P132B يجتمع مرة أخرى إلى موضع العفونة ويتعفن * بالحرارة (2041) التي بقيت من العفونة الأولى في اليوم الثاني فيعرض ما عرض له في اليوم السابق من النافض والحمى، وهكذا في اليوم الثالث إلى أن ينقضي حماه بالكلية PageVW0P190A فكان قوله حقا بأنه من كان يصيبه في حماه نافض في كل يوم * فحماه (2042) تنقضي كل يوم.

287

[aphorism]

* قال أبقراط (2043) : إذا أحدثت في حمى غير مفارقة ردائة في التنفس واختلاط في العقل فذلك من علامات الموت.

[commentary]

يعني إذا حدثت في الحمى المطبقة الحادة ردائة في التنفس بسبب ارتقاء البخارات الدخانية من البدن والقلب إلى الرئة والصدر والحجاب وامتلائها من الأبخرة الغليظة يكون * التنفس (2044) عظيما سريعا أو عرض لها بسبب البخارات الحارة يبس وسوء مزاج حار، فيكون النفس سريعا متواترا ولا تطاوع الرئة * والحجاب إلى (2045) * الانبساط (2046) الطبيعي ولا تقدر على ترويح القلب فترتقي * الأبخرة (2047) الدخانية إلى الدماغ وغلبت عليه الحرارة واليبوسة فحدث اختلاط العقل. وإذا تراكمت البخارات الغليظة فيه وارتقت إليه من مادة الحمى شيء وتورم الدماغ عرض السرسام وآفة في القوى النفسانية، فكان علامة الموت لأن أسباب رداءة * التنفس (2048) كثير، لكنه لو اقترن بها اختلاط العقل * يكون (2049) لورم في الحجاب وآلات التنفس، فلو تصاعدت PageVW0P190B من مادة الورم أو بخاراته الكثيفة إلى الدماغ وتراكمت وتحيزت فيه حدث اختلاط العقل المؤدي إلى السرسام المؤدي إلى التلف والهلاك.

288

Shafi da ba'a sani ba