Sharhin Fusul Abuqrat

Ibn Al-Nafis d. 687 AH
85

Sharhin Fusul Abuqrat

شرح فصول أبقراط

الشرح: يريد بقوله وليس هما في موضع واحد. أنه ليس هما في عضو واحد، فإنه لا يمكن أن يكون في موضع واحد بعينه وجعان معا البتة. وأما إذا كان الوجعان في عضو واحد، فإن كل واحد منهما يزيد على الآخر لا محالة، لأن كل واحد منهما جذاب ومضعف، وذلك موجب للتعاون على شدة الاستعداد للوجع. وأما إذا كانا في عضوين، وخصوصا متباعدين، فإن أقواهما يخفي الآخر، لأن النفس يتصرف بجملة قواها إلى الأقوى فتشتغل بتدبيره عن إدراك الأضعف. وكذلك أيضا إذا تصرفت الطبيعة إلى دفع المرض وإنضاج مادته، وبالجملة تدبيره، فإنها تشتغل به عن الإحساس بالجوع وعن التصرف في الغذاء، حتى يمكن بقاء المريض مدة لا يستعمل فيها الغذاء ولا يمكن الصحيح أقل منها بكثير. فقد استفدنا إذا أن عدم الشعور بالوجع قد يكون لاختلاط الذهن، كما قال: من يوجعه شيء من بدنه ولا يحس به في أكثر حالاته، فعقله مختلط. وقد يكون A لبطلان الحس كما قال في السكتة والفالج. وقد يكون لاشتغال النفس، كما قال هاهنا. والسبب في ذكر هذا بعد الصرع ليبين أن الضرر في الصرع لا يلزم أن يكون في الأعصاب فقط؛ وذلك لأن الشيء المحسوس الذي هو الوجع قد يخفى فلا يدرك عند حصول ما هو أشد آفة منه. فكذلك لا يلزم من كون الضرر المحسوس في الصرع، إنما هو في الأعصاب أن يكون الدماغ خاليا عن الضرر، فقد يكون حصول قوة الضرر في الأعصاب أخفى الضرر الحاصل في الدماغ، كما يخفى الوجع القوي الوجع الأضعف.

[aphorism]

قال أبقراط: في وقت تولد المدة ، يعرض الوجع والحمى أكثر مما يعرضان بعد تولدها.

[commentary]

Shafi 115