الشرح: هذا هو الدليل الثاني على وجوب استفراغ ذلك الناقه، والمنع من تغذيته؛ وذلك لأن هذه البقية إنما بقيت لعجز الطبيعة عن دفعها، فإذا ورد عليها الغذاء استحال إليها فكثرت، وهي من مادة المرض، فكان استيلاؤها على الطبيعة أكثر فوجب أن يعود المرض. فينبغي أن يمنع من الغذاء لئلا تزيد تلك البقية. وأن يستفرغ لوجهين: أحدهما: ليمكن استعمال الغذاء. وثانيهما: ليؤمن إحداث هذه البقية للمرض. قوله: البقايا التي تبقى من الأمراض بعد البحران تزيد من مادة الأمراض. وإنما قال بعد البحران، وكان ينبغي أن يقول: التي تبقى من الأمراض في الناقهين. لأن غرضه أن ذلك الناقه يجب استفراغه لأن تلك البقية التي Aفي بدنه من شأنها إعادة المرض. إلا أنه أراد أن يوصل ذلك بكلام في البحران، فلهذه ذكره. وهذا لا يكون إلا بحرانا ناقصا، لأن التام يستأصل مادة المرض، وعلم من هذا أن هذا الناقص كان بحرانه ناقصا.
[aphorism]
قال أبقراط: إن من يأتيه البحران ، قد يصعب عليه مرضه في الليلة التي قبل نوبة الحمى التي فيها البحران، ثم في الليلة التي بعدها يكون أخف على الأمر الأكثر.
[commentary]
Shafi 74