Sharhin Fusul Abuqrat

Ibn Al-Nafis d. 687 AH
101

Sharhin Fusul Abuqrat

شرح فصول أبقراط

الشرح: قد فهم من الفصل المتقدم تأثير الهواء في الأمراض بحسب الرياح والبلدان، وهنا يذكر تأثيره بحسب الفصول، وقد كان بين أن انقلاب الفصول عن طبائعها توجب الأمراض. وهنا يذكر أن الفصل وإن لم يخرج خروجا تاما، فإنه يؤثر في أحوال الأمراض. واعلم أن العرقA يحدث من رشح الرطوبة المائية المخالطة للدم، وأكثر ما يحدث إما من حركة تسيل الرطوبات وتفتح المسام وتحركها الرطوبات إلى ظاهر البدن فيخرج العرق. وإما من حرارة خارجية جدا، كما يكون في الأوقات الحارة. وإما من استيلاء الطبيعة على الفضول الرقيقة ودفعها إلى خارج، كما يكون في البحارين وعند النوم وعقيب استعمال الماء البارد لتعديله المزاج فتقوى القوة، ولاشك أن الفاعل لا يكفي في صدور الفعل حتى يكون له قابل، وإنما يكون الصيف شبيها بالربيع إذا كانت حرارته ضعيفة وميبسة قليلا، لأن الصيف بطبعه حار يابس. أما حرارته فلقرب الشمس فيه من سمت الرأس في بعض البلاد ومسامتها له في بعضها. وأما يبسه فلكثرة التحلل بسبب الحرارة، ولتخلخل جوهر الهواء ومشاكلته للطبيعة النارية، ولقلة ما يقع فيه من الأنداء والأمطار. وأما الربيع فقريب من الاعتدال جدا، فالصيف الشبيه بالربيع هو ما قارب الاعتدال في B الحرارة واليبوسة. وإنما كان العرق يكثر في تلك الحالة، لأن الأبدان تكون في الشتاء كثيرة الرطوبة، والربيع لا تقوى حرارته على تحليلها، بل أكثر فعل حرارته تسيل تلك الرطوبة، فإذا لم يكن يبس الصيف مفرطا ولا حرارته المحللة قوية، كانت الرطوبة التي كانت في الأبدان محفوظة والحرارة تعين الطبيعة على إخراجها. والحميات من شأنها أن تكون فيها عرق، فيكون ذلك العرق في الحميات أكثر مما كان في العادة بالضرورة.

[aphorism]

قال أبقراط: إذا احتبس المطر حدثت حميات حادة، وإن كثر ذلك الاحتباس في السنة، ثم حدثت في الهواء حال يبس، فينبغي أن تتوقع في أكثر الحالات هذه الأمراض وأشباهها.

[commentary]

Shafi 133