Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Nau'ikan
أدوار البحارين تارة تأتي في الأرابيع وتارة في الأسابيع وتارة تأتي في العشرنيات. فالتي تأتي في الأرابيع * منذرة (876) بالبحران في العشرين والتي * تتحرك (877) في الأسابيع منذرة بالبحران في الرابع وثلاثين أو في الأربعين والتي تتحرك في * العشرينات (878) منذرة بالبحران في الأربعين * أو في الستين أو في الثمانين أو في المائة أو في المائة والعشرين (879) . وكل هذا تابع لقوام المادة ولاستيلاء الطبيعة عليها.
البحث الخامس:
أفضل أيام الإنذار * اليوم (880) الرابع والسابع والرابع عشر ثم دون هذه في الفضيلة التاسع والسابع عشر * والعشرون (881) ثم بعد * ذلك (882) في الفضيلة الخامس والثامن عشر ثم الثالث. وكل هذا مأخوذ من التجربة والاستقراء الطبي.
البحث السادس
في تحقيق القول في الأرابيع والأسابيع نحتاج أن نقدم على ذلك مقدمة * وهو (883) أن دور القمر من الاجتماع الأول إلى الاجتماع الثاني تسعة * وعشرون (884) يوما وخمس يوم وسدس يوم. وذلك ثلث يوم بالتقريب. والقمر في هذه المدة تحت الشعاع يومين * وشيء (885) بالتقريب وهو في هذه المدة * خال (886) من النور. وقد * علم (887) أن القمر تأثيره في رطوبات العالم بنوره فيكون زمان حصول النور فيه سبعة وعشرين يوما. ويدل على * تأثير (888) نوره في رطوبات العالم وجوه سبعة أحدها أن البحار ومياه العيون تزيد عند زيادة * نوره (889) وتنقص عند نقصانه حتى أن بعضها يعرض له المد والجزر في كل ليلة مثل بحر فارس وبحر الهند وبحر الصين. فإن القمر إذا أشرق على ذلك البحر ابتدأ البحر بالمد نحوه ثم كلما ارتفع القمر ازذاد مد ذلك، ثم إذا توسط القمر سماء ذلك الوضع انتهى المد منتهاه فإذا انحط القمر عن وسط سماء ذلك الموضع رجع البحر إلى موضعه الأول أولا فأولا إلى حين * ينتهى (890) منتهاه في المغرب. وثانيها زيادة أدمغة الحيوانات عند زيادة نوره ونقصانها عند نقصانه وكذلك النبض وأخلاط البدن. وثالثها سرعة إدراك الثمار ونموها عند زيادة نوره ونقصانها عند نقصانه بحيث أن المبشارين لها يسمعون لها صوتا قويا. ورابعها كثرة حدوث النزلات بالنائم في ضوء القمر وإحساسه بثقل في دماغه وفتور في حركاته. وخامسها السمك في البحار والآجام تظهر في النصف الأول من الشهر من قعر الماء إلى ظاهره وفي النصف * الأخير (891) تطلب القعر بل في الليلة الواحدة فإنه ما دام القمر آخذ * من (892) المشرق إلى وسط سماء ذلك الموضع تكون طالبة ظاهر الماء. فإذا * أخذ (893) الميل إلى المغرب طلبت قعر الماء. وسادسها الغروس إذا غرست والقمر زائد في نوره قويت ونشأت وأسرع نموها ثم ثمرها وذلك لسرعة جريان الرطوبات فيها. وسابعها حشرات * الأرض (894) في النصف الأول * من الشهر (895) تظهر * في ظاهر الأرض (896) وفي النصف الأخير تطلب الباطن. فإذا عرفت هذا فنقول: * قال (897) الأطباء في أبداننا PageVW5P085B قوة مساوقة لحركة القمر يظهر أثر مساوقتها في هذه الأيام إما على طريق الوجوب أو اللزوم غير أن هذا الأثر يختلف في القوة والضعف بحسب قرب القمر من الشمس وبعده عنها. فأقوى ذلك وقت * مقابلته (898) لها وهو الوقت الذي يكون بينه وبينها مائية وثمانون درجة وهو شكل نصف دائرة وهو الرابع عشر من وقت مستهله. وبعده في القوة الوقت الذي يكون بينه وبينها * مائة وخمسة وثلاثون درجة بالتقريب وهو الحادي عشر وبعده الوقت الذي يكون بينه وبينها (899) تسعون درجة وهو وقت التربيع وهو السابع. وبعده الوقت الذي * يكون (900) بينه وبينها خمس وأربعون درجة ويقال له الرابع. فهذا ما أردنا ذكره في هذا البحث.
البحث السابع:
اختصاص حركة الطبيعة للأبدان والبحران في هذه الأيام دون باقيها إما لذاتها، أي للأيام من حيث هي أيام، وإما لحلول القمر في المنازل المذكورة، وإما لنوره في زيادته ونقصانه. فإن كان الأول فهو محال لأن الأيام من حيث هي أيام * طبيعية (901) متشابهة. وإذا كان كذلك فليس اختصاص بعضها بتأثير دون بعض أولى من العكس. وإن كان الثاني فهو * محال أيضا (902) فإن الاستقراء الطبي المستمر الوجود * قد شهد (903) بأن كثيرا من الأمراض يحدث ويوؤل إلى السلامة ببحارين تحصل لها في الأيام المذكورة من غير أن يكون القمر في المنازل * المذكورة (904) ، * وكثيرا منها يؤول أمرها إلى الهلاك وهو في تلك المنازل (905) . وإن كان الثالث فهو محال فإن أمراضا كثيرة تبحرن ببحران جيد في الرابع عشر وفي السابع عشر وفي السابع من ابتداء حدوثها ويكون القمر في محاقه وقد يكون في كمال نوره وتبحرن ببحران رديء في الأيام المذكورة ويؤول أمره إلى الهلاك. وبالجملة ليس ذلك منها على نظام معلوم وترتيب مخصوص. والجواب عن الأول أن الطبيعة الألهية المدبرة للعالم كافية في كل ما تفعله وأفعالها على نظام واحد وترتيب واحد على أتم وجه وأكمله. ويعرف هذا من منافع الأعضاء ونشوء الحيوان وكماله وتولده. فإن لكل نوع من أنواع * الحيوان (906) حدا محدودا في حمله بقائه لا يتعداه ولا يتجاوزه كذلك فعلها في البحارين ودفع المادة الموجبة للمرض وتحريك نوائب PageVW1P039B الصرع وإخراج مادة الطمث. فإن ذلك منها لازم لطريقة واحدة ونظام واحد. وكل هذه من جهة الأجرام السماوية التي حركاتها لازمة لطريقة واحدة وليس فيها اختلاف أصلا. فلذلك صارت الحركة * الإنذارية (907) والبحرانية مختصة بالأيام المذكورة. والجواب عن الثاني نقول إن المرض إذا حصل والقمر في نقطة ما من فلكه حسب ابتداء المرض من تلك النقطة، فإذا صار إلى * أن يقابل (908) تلك النقطة وهو الرابع عشر من مرضه وهو أن يبعد عن ذلك الموضع نصف دائرة، صارت تلك الحالة إلى ضد ما كانت عليه. فإن وافق هذه الحركة قوة القوة البدنية وانطياع المادة للاندفاع والتدابير الطبية جارية على نظام مستقيم بحرن المرض ببحران جيد وآل الأمر إلى السلامة. وإن كان بالعكس حصل انذار رديء وبحرن ببحران ناقص أو رديء. ومتى صار إلى التربيع أو أبعد من ذلك، تغير بحسب ذلك ويطرد PageVW5P086A هذا الأمر في جميع الأمراض التي تحدث في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره، غير أن ابتداء الأمراض متى حصل مع استهلال القمر إلى زيادة نوره كانت قوية جدا. ومن ذلك إلى محاقه كانت دون ذلك في القوة. والجواب عن الثالت قريب من هذا، وهو أنا لم نقل إن النور من حيث هو نور مستقل بحدوث البحران بل * هو (909) معين على ذلك لكون أن له تأثير في رطوبات العالم. ولذلك صار متى اتفق حدوث المرض مع استهلال القمر، كان البحران قويا جدا واندفاع المادة اندفاعا تاما والنقاء * منها (910) نقاء بالغا. ومتى اتفق ذلك مع * إمحاقه (911) كان الأمر بالعكس.
البحث الثامن:
قول الأطباء إن نور القمر زائد في رطوبات العالم على ما ذكرنا عنهم * ونبوا (912) على ذلك حركة البحران فيه نظر من وجوه أربعة أحدها أنه يلزم على ما قيل أن يزيد في رطوبات المرض لأنه قد تقرر أنه زائد في الرطوبات من حيث هي رطوبات ويلزم ذلك * أن تعظم (913) البلية. وثانيها لم قلتم إنه يزيد في القوة البدنية حتى تحصل الحركة منها في حلوله في المنازل المذكورة والذي صح بالمد والجزر وغيره مما ذكرنا أنه إنما يزيد في الرطوبات فقط والقوى غير الرطوبات؟ وثالثها الذي صح بالتجربة وبما قلناه أنه مزيد في رطوبات مخصوصة. وإذا كان كذلك فلم قلتم إنه يزيد في جميع رطوبات الأجسام؟ ورابعها أنه قد ثبث في غير هذا * الفن أن (914) نور القمر من نور الشمس بدليل اختلافه تشكلاته بحسب قربه وبعده منها. وإذا كان كذلك فلم قلتم إن الأمر الصادر عنه منسوب إليه؟ والجواب عن الأول نقول: لا شك أن نور القمر زائد في * جميع (915) رطوبات البدن الممرضة وغير الممرضة، غير أنه * أيهما (916) كان في الأصل أكثر كانت زيادته فيه أبلغ. وبحسب ذلك يؤول الأمر إما إلى الصحة إن كانت الزيادة في الصالحة أو إلى مقابلها إن كانت الزيادة في الأخرى. أو نقول: إنه يزيد في جميع الرطوبات، لكن المرحج لفضل زيادته في الصالحة على الفاسدة معونة الطبيب للطبيعة بالمداواة الطبية. وذلك بإخراج الفاسد واستعمال * البدل (917) * لما (918) خلفته المادة من سوء * المزاج (919) وغير ذلك مما قد عرفته. والجواب عن الثاني معنى قولنا إنه إذا زاد في رطوبات البدن زاد في القوى بمعنى أنه يثير فعلها * لأنها (920) قبل الزيادة في الرطوبات كانت هي والرطوبات ساكنتين متألفتين. فإذا زاد في الرطوبات ثورها وعند ذلك تثور القوة * وتنهض (921) للمقاومة. والجواب عن الثالث نقول: قد صح بالتجربة أنه زائد في رطوبات البدن الإنساني مع زيادته في رطوبات غيره من الأجسام الرطبة. وكيف لا ونرى النائم في ضوئه إذا انتبه من نومه يحس بثقل في بدنه وفتور في حركاته وكدروة في حواسه وربما حصل له نزلة وتتحرك فيه نوائب الصرع ودم الحيض. والجواب عن الرابع: نور القمر وإن كان مستفادا من نور الشمس غير أنه لما كان أقرب إلينا كان تأثيره فينا بالذات PageVW5P086B وتأثير نور الشمس في رطوباتنا بواسطته. فاعتبروا هذا الأمر الذاتي وتركوا * (922) الأمر العرضي.
البحث التاسع:
Shafi da ba'a sani ba