306

11

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كان بإنسان سل * فكان (200) ما يقذفه بالسعال من * البزاق (201) منكر الرائحة إذا ألقي على الجمر وكان شعر رأسه * ينتثر (202) فتلك * من (203) علامات الموت.

[commentary]

الشرح: أما الصلة وهو أنه لما ذكر السل أولا * ثم (204) ذكر سببا من أسبابه ذكر في هذا الفصل علامة من علاماته وابتدأ بذكر علامة رديئة لأنها في الأكثر تهلك بل ما رأينا * أحدا (205) حصل له هذا المرض وخلص منه. وقد عرفت أن مراده بالسل هاهنا قرحة الرئة والسل المذكور له علامات. إحداها ظهور النفث لإخراج المادة القيحية من القرحة، ويفرق بين القيح وبين البلغم الغليظ بوجوه ثلاثة: أحدها نتن الرائحة وهو أنه اذا كان بلغما كان عديم الرائحة * للنتن (206) ، وإن كان مدة كان منتنا؛ وثانيها بالرسوب في قعر الماء وهو أنه متى كان بلغما طفا على وجه الماء ومتى كان مدة رسب في قعر الماء؛ وثالثها باللون وهو PageVW5P203A أن البلغم أبيض اللون والمدة مائلة إلى الزرقة. وثانيتها حمى دقية لمجاورة الورم للقلب واشتدادها عقيب الغذاء في الليل، وهذه هي أخص العلامات بالدق. وقد تكلمنا في هذه العلامات في المقالة الثالثة في شرح قوله «الخريف لأصحاب السل رديء» وذكر أبقراط من العلامات الرديئة علامتين وهما شدة نتن النفث وسقوط شعر الرأس، وذلك * لظهورهما (207) . وقد عرفت أن شدة النتن تدل على شدة العفن * وقوته (208) . أما في المبادئ فإن النتن لا يظهر إلا بوضع النفث على الجمر لتبخير الحرارة وفي آخر الأمر عند اشتداد العفن لا يحتاج في ظهور الرائحة PageVW1P134B المنتنة إلى ذلك. وأما انتثار * الشعر (209) * من (210) الرأس فذلك لقلة الرطوبة * التي (211) يتكون منها البخار الدخاني الذي هو مادة الشعر، وذلك بسبب قوة تحليل حمى الدق وضعف الشهوة لضعف القوى الطبيعية، وأيضا لاتساع المسام التي هي مسلك الشعر، وذلك لقلة اللحم. ومتى بلغ صاحب السل هذا الحد فقد قرب موته.

12

[aphorism]

قال أبقراط: من تساقط شعر رأسه من أصحاب السل ثم حدث له اختلاف فإنه يموت.

[commentary]

الشرح: أما الصلة هذا بما قبله فهو أنه لما ذكر في الفصل الأول علامة رديئة من علامات السل وهي نتن رائحة النفث وسقوط شعر الرأس، أعقب ذلك بذكر علامة أخرى رديئة وهي حدوث الاختلاف أي الإسهال، وذكر أبقراط سقوط شعر الرأس هاهنا ليس هو تكرارا منه بل لفائدة وهو أن حصول الاختلاف للمسلول تارة يكون لفساد الطعام وتارة * يكون (212) لاستعمال الأغذية * المرخية (213) أو * المزلقة (214) وتارة * يكون (215) لسقوط القوة فتخرج الرطوبات من ذاتها وتارة * يكون (216) لذوبان الأعضاء. فإن كان الاختلاف للأول فليس ذلك من علامات الموت أي الموت السريع. وإن كان الاختلاف للثاني والثالث فهو دال على الموت السريع. ويعرف أن ذلك مما ذكرنا بسقوط الشعر، فإنه متى حصل سقوط الشعر ثم أعقب ذلك السقوط الاختلاف فهو لضعف القوة عن مسك الرطوبات أو ذوبان الأعضاء، فكأنه ذكر السقوط هاهنا ليعرف منه ذلك * ويكون (217) دليلا عليه. والله أعلم.

Shafi da ba'a sani ba