Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Nau'ikan
قوله «وإذا كانت PageVW5P048B تفارق على أي وجه كان دل على أنه خطر فيها» أقول إنما قال ذلك ليبين أن المفارقة من كل نوع أجود من اللازمة المشاركة لتلك من ذلك النوع. وذلك لئلا يعتقد معتقد أن اللازمة من الصفراوية أشد خطرا من المفارقة الصفراوية فقط. واعلم أن المفارقة التي تكون نقية الفترة من الأعراض من التي تبقى في البدن منها بقايا وكذلك الحال في اشتداد الحميات الدائمة وخفتها، فإنه متى كانت الخفة فيها أظهر، فالشدة أنقص، فهي أقل خطرا مما إذا كان الأمر بالعكس. ولذلك صارت الغب الخالصة أقل خطرا من غير الخالصة، والله أعلم.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حمى طويلة فإنه تعرض له إما خراجات وإما كلال في مفاصله. (465)
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث أربعة.
البحث الأول
في الصلة وهو أنه لما تكلم في الفصل الأول في أحكام الحميات القصيرة المدد، ذكر في هذا الفصل أحكام الحميات الطويلة المدد (466).
البحث الثاني:
نقول طول مدة المرض إما لأمر في نفسه وأما لأمر عائد على (467) المرض وأما لأمر طارئ. والأول إما أن يكون لغلظ المادة المرضية وإما أن يكون للزوجتها وإما أن تكون لكثرتها. فإن أحد هذه متى حصل، احتاجت الطبيعة في إنضاجها إلى زمان طويل، فكان المرض طويلا. وأما الثاني فكذلك من وجوه أربعة. أحدها أن يكون العليل مسامه متكاثفة متلززة فإنه متى كان حاله كذلك احتسبت المواد في بدنه وحصل ما ذكرنا. ثانيها أن يكون ممن يتعانى الحرف التي تحتاج في استعمالها إلى مباشرة المياه كالقصارة والملاحة فإن ذلك PageVW5P049A مما يفيد البدن رطوبة تطول بها مدة المرض. ثالثها أن يكون شتى (468) التدبير في مرضه بمعنى أنه يخالف الطبيب فيما يأمره به وهو أنه عندما يأمره باستعمال تلطيف التدبير يغلظه. ولا شك أنه متى فعل (469) ذلك طالت مدة المرض. * ورابعها أن تكون قوة البدن ضعيفة فإنها متى كانت كذلك طالت مدة المرض لأنها تحتاج إلى زمان في نضج مادة المرض (470). وأما الثالث فذلك من وجوه خسمة. أحدها أن تكون الأخبار الواردة عليه مفزعة أو محزنة أو مغمة وبالجملة توجب اشتغال الطبيعة عن مقاومة العلة. ولا شك أنه متى حصل ذلك طالت مدة المرض. وثانيها أن ينتقل الهواء من الحرارة إلى البرودة كما إذا انتقل الزمان من الصيف إلى الشتاء، فإنه متى حصل ذلك تكاثفت المسام وغلظ القوام بالمادة وطالت مدة المرض. ثالثها أن يكون الطبيب المباشر لمعالجة المريض قليل التحصيل في صناعته فيستفرغ في وقت أن لا يجب الاستفراغ فيه وهو عند كون المادة فجة فيتسفرغ لطيف المادة ويبقى كثيفها. وكذلك الحال في الأغذية وهو أنه يستعمل الغليظة منها عند ما يجب استعمال اللطيفة منها. ورابعها أن يكون مرقده باردا جدا فإنه متى كان كذلك فعل في بدن العليل ومواده ما يفعله هو الفصل. خامسها أن يكون خدم العليل غير مطيعين له ولا للطبيب بل يستعملون ما يؤمرون به في غير أوقاته مثلا يستعملون الأغذية في وقت النوبة أو قبل نقاء البدن منها أو يؤخرون استعمال المسهل عن الوقت الذي يأمرهم الطبيب باستعماله فيه. فمتى حصل ما ذكرنا PageVW5P049B طالت مدة المرض.
Shafi da ba'a sani ba