Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Nau'ikan
[commentary]
الشرح هنا مباحث ثمانية.
البحث الأول
PageVW1P068B في صلة هذا بما قبله وهو ان أبقراط PageVW5P121A ذكر في الفصل الأول أن الطبيعة قد تشتغل بشيء ويكون هذا سببا لضعف إدراكنا لشيء آخر وفي هذا الفصل ذكر مقابل هذا وهو أنها قد تشتغل بشيء ويكون هذا سببا لقوة شيء آخر. فإن الطبيعة عندما تروم إنضاج المادة وتهيئها للخروج عن البدن * تشتد (2161) الحمى ويقوى الوجع وغير ذلك من الأعراض اللازمة لذلك.
البحث الثاني
في كيفية حدوث الورم * للأعضاء (2162) : على نوعين صلبة ولينة فما كان منها صلبا ففرجه ظاهرة محسوسة كحال العظام، وما كان منها لينا ففرجه خفية عن الحس. فإنها للينها تنضغط أجزاؤها بعضها على بعض وتخفي فرجها. فالمادة إذا انصبت إلى الأعضاء فإن كان انصبابها إلى الأعضاء الصلبية ملأت فرجها ثم مددتها بزيادة مقدارها وعند ذلك تفرق اتصالها وتغمر حرارتها وتكبس أبخرتها الغريبة المنفصلة عنها وتشتغل فيحصل منها حرارة غريبة وتعفن المادة ولا معنى للورم إلا ذلك. وإذا كان انصبابها إلى الأعضاء اللينة فإنها تحدث لها فرجا وتضغط أجزاؤها بعضها * ببعض (2163) وتمددها ثم يحصل منها ما ذكرنا فعلي هذه الصورة يحدث الورم. * وأما ورم العظم والدماغ واختلاف الشيخ الرئيس والرازي فيهما فقد ذكرنا ذلك في المقالة الرابعة في شرح قوله «إذا حدث في حمى غير مفارقة رداءة في التنفس» (2164) .
البحث الثالث:
* ذهب محمد بن زكريا الرازي إلى أن العظم لا يرم على ما صرح به في كتابه المعنون بالفاخر. وله أن يحتج على ذلك بأن الورم مفتقر في حدوثه إلى التمديد وما لا يقبل التمديد فلا يرم. والعظم لا يقبل التمديد فلا يرم لصلابته. وذهب ابن سينا إلى أنه يرم محتجا بأنه يقبل التمديد بالنمو. قال: وما جاز قبوله لذلك بما ينفذ فيه من المادة لمنمية جاز قبوله لتمدد الورم بنفوذ المادة المورمة. واعلم أن الحق في هذا المقام مع الرازي لأن الشيخ استعمل قياسا رديئا فإنه قاس التمديد بالورم على التمديد بالنمو، وهذا فيه نظر. فإنه فرق بين التمددين وبين الفاعل للتمددين وبين المادتين المداخلتين. أما التمدد فيالنمو فإنه في الأقطار الثلاثة على التناسب الطبيعي وفي الورم ليس هو كذلك. وأما الفاعل في النمو فإن الطبيعة البدنية بالحرارة الغريزية وفي الورم مزاحمة المادة المرضية ومداخلتها لجوهر العضو. وأما المادة فإن مادة النمو مادة صالحة محتاج إليها ومادة الورم مادة فاسدة مستغنى عنها. وإذا ظهرت المباينة في الوجوه المذكورة فلا يجب أن يقاس أحدهما على الآخر. وفي هذا الموضع كلام آخر فذكرناه في شرحنا لكليات القانون (2165) .
البحث الرابع
(2166) في كيفية * تولد (2167) المدة. قال جالينوس في شرحه لهذا الفصل: المدة تتولد من دم قد تغير وصار حاله بين الجودة والرداءة. فإن التغير الرديء المطلق هو تغير العفونة ومعه نتن والتغير الجيد المطلق هو * اغتداء (2168) الأعضاء. * فأما (2169) تغير المدة * فإنه (2170) فيما بين الأول والثاني ولأنه ليس يكون من الحرارة الخارجة عن الطبيعة وحدها ولا من الغريزية وحدها بل هو مختلط من الحرارتين. والذي نقوله نحن في ذلك أن الفاعل للمدة عن الدم العفن الحرارة الغريزية وحدها. وذلك لأن تكون الدم العفن مدة بنضج، والنضج إنما يكون بالحرارة الغريزية * على ما عرفت (2171) والحرارة الغريبة * وحدها معفنة (2172) ومحرقة لا منضجة. ولهذا كلما كانت الحرارة الغريبة القائمة بالمادة المنضجة أشد كان إنضاج الحرارة الغريزية لها أبطأ وأضعف. وكلما * كانت (2173) أسكن وأضعف كان فعلها فيها أسرع وأقوى وزمان تكونها أقصر. وكيف لا نقول الفاعل للمدة حرارة غريزية وهي كانت أولا * دما (2174) قد فسد * وهيآته (2175) الطبيعة للاندفاع * بتكونه (2176) مدة. والفاعل لهذه التهيئة القوة المغيرة وآلتها في ذلك الحرارة الغريزية والقابل لهذه التهيئة الفضل الخارج عن الطبيعة PageVW5P121B في كميته وكيفيته وهو ما لا يصلح للتشبيه بجواهر الأعضاء. فيثبت أن الفاعل في المدة الحرارة الغريزية فقط.
Shafi da ba'a sani ba