Sharhin Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Nau'ikan
في بيان سبب * الخطوة (1271) من الطعام في أول الأمر فيمن حاله رديئة وعدم زيادة البدن به ومال أمره إلى عدم * الخطوة (1272) منه. قال جالينوس: السبب الذي من أجله يحظى الناقه من الطعام في أول الأمر ولا يتزيد بدنه رداءة حال بدنه كله وقوة الأعضاء التي بها الشهوة، إلا أنه إذا تمادى به الزمان ازداد رداءة في البدن كله لكثرة ما يتناول من الغذاء. فينال آلة الشهوة من ذلك ضرر حتى تبطل شهوته للطعام. هذا كلامه وهو مجمل لأنه لم يبين سبب قوة أعضاء الشهوة ورداءة حال البدن. وهذا مما يحتاج إلى إيضاج وتبيين. قال إبن ابي صادق: عنى بمن حاله رديئة الناقه فإنه إذا اشتهى وتناول ولم يتزيد بدنه شيئا، دل على أن شهوته أقوى من هضمه ويؤول * أمره (1273) إلى أن لا يشتهي شيئا * لما (1274) يتولد في بدنه من الفضل الذي يصير كلا على قوته وسببا لسقوط شهوته. فحاصل ما ذكره إبن أبي صادق علة زيادة المتناول في أول الأمر. ولم يذكر * علة (1275) عدم زيادة البدن به. والذي نقوله نحن في هذا الباب أن الشهوة متى كانت قوية فيمن حاله رديئة فهي إما * لخلط (1276) حريف يلذع فم * المعدة (1277) ويدغدغه ويوجب الشهوة المذكورة، أو خلط حامض يفعل ذلك. ومن * البين (1278) أن المتناول في مثل هذا الوقت أكثر من احتمال القوة الماضمة التي في المعدة. وعند ذلك * لا (1279) يستحيل الغذاء إلى ما ينبغي لضعف الهاضمة * التي في المعدة (1280) والمخالطة ما يجده في المعدة فيخرج بذلك عن صلاحيته للتغذية. فلذلك لا يزيد البدن به ثم أنه يصير كلا على القوة ويضعف قوته الشهوانية ويؤول أمر صاحبه إلى أن لا يتناول * شيئا (1281) من الغذاء.
البحث الخامس
في سبب عدم * الحظوة (1282) من الطعام في أول الأمر فيمن حاله رديئة ثم بعد ذلك قوة الحظوة PageVW5P096B وزيادة البدن. هذا يكون سببه امتلاء البدن من مواد موجبة لسقوط الشهوة وضعف الهضم. فإذا ترك الغذاء تفرغت الطبيعة لمقاومته * وإصلاحه (1283) فيصلح منه ما يقبل الصلاح وتغذى به الأعضاء وتقوى به على الباقي لقلته وتدفعه فينقى البدن وتنتهض القوة * والشهوة (1284) . وعند ذلك ينهضم إلى خلط صالح تقوى به القوة تزيد في * البدن (1285) .
33
[aphorism]
قال * أبقراط (1286) : صحة الذهن في كل مرض علامة جيدة وكذلك الهشاشة للطعام. وضد ذلك علامة رديئة.
[commentary]
الشرح: هاهنا مباحث سبعة.
البحث الأول
في صلة هذا الفصل بما قبله (1287) وهو أن الإمام أبقراط * لما ذكر أن شهوة الغذاء إذا كانت فيمن حاله رديئة (1288) مذمومة فينبغي أن تذم في المرضى، ذكر في هذا الفصل أنها في المرضى علامة جيدة لئلا يتوهم متوهم ذلك. ولما كانت صحة هذه الشهوة دالة على جودة آلتها التي يسمونها الأطباء أعضاء القوى الطبيعية، ذكر ما يدل عله صحة آلات القوى النفسانية وهو صحة الذهن. فإن صحة الذهن دليل على قوة الدماغ وما ينشأ منه كالنخاع والأعصاب. إذ لو كانت هذه مؤوفة لاختل الذهن. فإن قيل: فهلا ذكر ما يدل على صحة * القوة (1289) الحيوانية وآلتها كما ذكر ما يدل على * صحة القوة (1290) الطبيعية والنفسانية * وآلتيهما (1291) . * قال (1292) علاء الدين ابن النفيس: لأن هذه القوة لم يثبتها جميع الفلاسفة بل الأطباء. ولعل أبقراط لم يكن معتقدا أن لها وجودا. والذي نقوله نحن في هذا الباب أن صحة * هاتين (1293) القوتين وآلتيهما * دليل (1294) على صحة القوة الحيوانية. وذلك لأن القوة الحيوانية معدة لقبولها وكيفيتها التي هي الحرارة الغريزية آلة لهما في كمال * فعليهما (1295) والروح الحاملة لها ولكيفيتها مادة لهما على ما عرفت. فإن الروح الحيواني يصعد منه جزء إلى الدماغ ينطبخ فيه وهناك يستعد لقبول القوة النفسانية على رأي الطبيب أو لأفعال هذه القوة على رأي الفيلسوف. وينفذ جزء منه إلى الكبد وبنطبخ فيها وهناك يستعد لقبول القوة الطبيعية على رأي الطبيب أو لأفعالها على رأي * الفيلسوف (1296) . فالحاصل أن * صحة (1297) القوتين المذكورتين * دليل (1298) على صحة القوة الحيوانية. ولما كان حالها كذلك استغنى بما ذكره عن ذكرها.
Shafi da ba'a sani ba