140

[فصل رقم 274]

[aphorism]

قال أبقراط: أصحاب الوسواس السوداوي، وأصحاب البرسام، إذا حدثت بهم البواسير، كان ذلك فيهم دليلا محمودا.

[commentary]

قال عبد اللطيف: الوسواس السوداوي هو اختلاط الذهن عن مرة سوداء (70) من غير حمى، واسمه باليونانية ماليخوليا. وأما البرسام فهو ورم في أغشية الدماغ أو حجابه (71) مع حمى، ويعرض منه اختلاط الذهن ضرورة، ويسمى باليونانية فرانييطس (72). وأما البواسير PageVW2P109B فيعني بها انفتاح أفواه عروق المقعدة، وخروج هذا الدم، وهو الأسود العكر (73)، هو استفراغ مادة المرض وانحدارها إلى ضد الجهة.

[فصل رقم 275]

[aphorism]

قال أبقراط (74): من عولج من بواسير مزمنة حتى يبرأ (75)، ثم لم يترك منها واحدة (76)، فلا يؤمن عليه أن يحدث به استسقاء أو سل.

[commentary]

قال عبد اللطيف (77): ليس يمكن أن يحدث بواسير دون انفتاح أفواه عروق المقعدة، بسبب كثرة الدم وغلظة ودفع الكبد له، فإن انحبس (78) في الكبد أحدث فيها ورما جاسيا. وأيضا إذا كثر هذا الدم الغليظ فيها ثقل عليها PageVW1P079A وأطفأ حرارتها كما تنطفئ النار بكثرة الحطب، فيقل لذلك تولد الدم الصالح، أو يبطل فيحدث الاستسقاء، لأنه إنما يعرض إذا بطل (79) تولد الدم، فإن قويت الكبد على دفعه إلى عروق الرئة كثر فيها فصدع عرقا منها فحدث بسبب ذلك السل؛ فلذلك أمر أبقراط أن يترك من البواسير واحدة ليستفرغ بها ما يتولد في الكبد من عكر الدم * ولاسيما إن كانت العادة للطبيعة أن تستفرغ منها عكر الدم (80) منذ PageVW3P103B زمان طويل.

Shafi da ba'a sani ba