Sharh Fath al-Majid by al-Ghunayman
شرح فتح المجيد للغنيمان
Nau'ikan
كل الفواحش الظاهرة والباطنة محرمة
ثم قال بعد هذا: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:١٥١].
الفواحش: هي كل فعل يفحش في نفسه، ويقبح في العقل، ولكن الضابط هنا أن يكون فاحشة في الشرع، فكل ما حرمه الله فهو فاحشة، ولكنها تتفاوت، فبعضها أعظم من بعض، وهنا نهي عام شامل عن الباطن والظاهر، وقد اختلف العلماء ما المقصود بالباطن والظاهر هنا؟ فقال قوم: المقصود بالظاهر: ما يفعل علنًا أمام الناس وهم يشاهدونه، والباطن: ما يفعل سرًا.
أي: ما تفعله وتختفي عن الناس في فعله، فالله ينهى عن هذا وهذا.
ومنهم من يقول: الباطن ما يفعل بالجوارح بالأيدي والأرجل، واللسان بالقول بالكلام، والباطن ما انطوى عليه القلب وقصده ونواه من الحسد والغل والغيبة وغير ذلك.
ومنهم من قال غير هذا، والمعنى أن هذا شامل لكل أمر فيه مخالفة، سواء فعل بالجوارح أو كان بالنية وانطوت عليه القلوب، وسواء أكان ظاهرًا يراه الناس أم كان مستورًا، فالله نهى عن هذه كله.
6 / 8