198

Sharhin Durrat Ghawwas

شرح درة الغواص في أوهام الخواص (مطبوع ضمن «درة الغواص وشرحها وحواشيها وتكملتها»)

Editsa

عبد الحفيظ فرغلي علي قرني

Mai Buga Littafi

دار الجيل

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

Adabi
فظاهر كلامه أنه دعاء عليه بالموت الذي به يخرج عن أن يعد من قومه، وأخرج هذا القول مخرج المد له والإعجاب بما بدا منه لأنه وصفه بسداد الرماية وإصماء الرمية وهو معنى قوله: لا تنمي رميته، لأنهم قالوا في الصيد: رماه فأصماه إذا قتله مكانه ورماه فأنماه إذا غاب عن عينيه ثم وجده ميتا، وفي الحديث: أن رجلا أتاه. ﵇. فقال: إني أرمي الصيد فأصمي وأنمي، فقال له: "ما أصميت فكل، وما أنميت فلا تأكل" وإنما نهاه عن أكل ما أنماه لجواز أن يكون مات من غير مرماه.
ونظير قولهم: لا عد من نفره قولهم للشاعر المغلق: قاتله الله، وللفارس المحرب: لا أب له، وعلى هذا فسر قوله ﷺ لمن استشاره في النكاح:
ــ
بالقوم، وهو المتبادل من قوله تعالى: ﴿وأعز نفرا﴾ [الكهف: ٣٤]، كما يشهد له مقام الافتخار، ومن الغريب ما وقع في الحديث من استعماله بمعنى رجل وبه صرح الإمام "الكرماني" فقال: للنفر معنى آخر في العرف وهو الرجل، والمراد بالعرف عرف اللغة لأنه فسر به الحديث الصحيح، وقد غفل عن هذا بعض أهل العصر فقال في بعض تآليفه: فإن قلت: قال صاحب "التقريب" في تفسير قول من قال: لو ههنا أحد من أنفارنا أي رجالنا مقتضاه وقوع النفر على الرجل الواحد فليكن قولهم عشرون نفرا على معنى "عشرون

1 / 235