وزالت العلة التي توجب قلبها ياء، فلهذا وجب أن تعاد إلى أصلها كما أعيدت لهذا السبب في التصغير فقيل: رويحة.
ونظير قولهم ريح وأرواح قولهم في جمع ثوب وحوض: ثياب وحياض، فإذا جمعوها على أفعال قالوا: أثواب وأحواض، فإن قيل: فلم جمع عيد على أعياد وأصله الواو بدلالة اشتقاقه من عاد يعود؟ فالجواب عنه أن يقال: إنهم فعلوا ذلك لئلا يلتبس جمع عيد بجمع عود، كما قالوا: هو أليط بقلبي منك، وأصله الواو ليفرقوا بينه وبين قولهم: هو ألوط من فلان، وكما قالوا: هو نشيان للخبر ليفرقوا بينه وبين قولهم: هو ألوط من فلان، وكما قالوا: هو نشيان للخبر ليفرقوا بينه وبين نشوان من السكر.
ومما يقصد أن جمع ريح على أرواح ما روي أن "ميسون بنت بحدل" لما اتصلت بمعاوية. ﵀. ونقلها من البدو إلى الشام، وكانت تكثر الحنين إلى ناسها والتذكر لمسقط رأسها فاستمع عليها ذات يوم وهي تنشد:
ــ
الريح واحدة الرياح والأرباح وقد يجمع على أروح، وقال: إنه يقتضي أن الأرباح هو الكثير، وليس كذلك، وإنما الكثير أرواح. وقال "ابن بري": لم يحك الأرياح أحد من أهل اللغة غير "الليحاني" ووردت في شعر "عمارة بن عقيل" اهـ ..
[وفي "النهاية الأثيرية" جمع نار نيران ويجمع على أنيار وأصله أنوار لأنه واوي كما جاء في ريح وعيد أرياح وأعياد. اهـ].
إذا عرفت هذا عرفت أن ما قاله المصنف لا أصل له، ثم إنه بقي في كله شيء. فقوله (وإنما أبدلت الواو [ياء] في ريح) إلخ. قيل عليه: إن الوجه في قلبها في المفرد سكونها بعد كسرة كما في ميزان، وفي الجمع الكسرة قبلها والألف بعدها واعتلالها في