Sharhin Addu'a'i Sahar
شرح دعاء السحر
Nau'ikan
***217]
اللهم إني أسئلك بما تجيبني حين أسئلك فأجبني يا الله.
ولما كان الأسماء الإلهية كلها من مظاهر الإسم الأعظم المحيط عليها المستجمع لجميعها بنحو الوحدة والبساطة الحاكم عليها وله الغلبة والسلطنة على كلها وانكشف ذلك على قلب السالك المتحقق بمقام الإسم الأعظم الفعلي رأى أن مجيبه في الحقيقة هو الإسم الأعظم بمظاهره ابتداءا وبنفسه في آخر السلوك. فقال: اللهم إني أسئلك بما تجيبني حين أسئلك، من الأسماء الإلهية التي ترجع كلها إلى الإسم الأعظم، ولذا عقبه بقوله: فأجبني يا ألله. فطلب الإجابة من اسم الله الأعظم، فإنه مجيبه وحافظ مراتبه ومربيه والمانع من قطاع طريقه ومن الموسوس في صدره وللإشارة إلى أن الإسم الأعظم الإلهي محيط على كل الأسماء وهو المجيب في الأول والآخر وهو الظاهر والباطن افتتح كلامه بذكره فقال: اللهم. واختتم به أيضا وقال: فأجبني يا الله.
هذا آخر ما أردناه، والحمدلله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، وصلى الله على محمد وآله. وقد وقع الفراغ بيد شارحة الفقير المذنب البطال العاصي الذي غرته الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها وأهلكته كثرة المعاصي وخدعته الشهوات النفسانية. ولولا عظمة فضله تعالى وسعة رحمته وسبقتها على غضبه لآيس من النجاة والفلاح، في التاريخ السبع والأربعين وثلثمائة بعد الألف من الهجرة.
Shafi 161