سالك إلى كماله ولا مجاهد الى مآله. فالعارف الكامل من حفظ المراتب وأعطى كل ذي حق حقه ويكون ذا العينين وصاحب المقامين والنشأتين وقرأ ظاهر الكتاب وباطنه وتدبر في صورته ومعناه وتفسيره وتأويله، فإن الظاهر بلا باطن والصورة بلا معنى كالجسد بلا روح والدنيا بلا آخرة، كما أن الباطن لا يمكن تحصيله إلا عن طريق الظاهر، فإن الدنيا مزرعة الآخرة. فمن تمسك بالظاهر ووقف على بابه قصر وعطل، ويرده الآيات والروايات المتكاثرة الدالة على تحسين التدبر في آيات الله والتفكر في كتبه وكلماته والتعريض بالمعرض عنهما والإعتراض بالواقف على قشرهما، ومن سلك طريق الباطن بلا نظر إلى الظاهر ضل وأضل عن الطريق المستقيم ومن أخذ الظاهر وتمسك به للوصول إلى الحقايق ونظر إلى المرآت لرؤية جمال المحبوب فقد هدى الى الصراط المستقيم وتلى الكتاب حق تلاوته وليس ممن أعرض عن ذكر ربه. والله العالم بحقيقة كتابه وعنده علم الكتاب.
Shafi 100