فهذا الكتاب التكويني الإلهي وأوليائه الذين كلهم كتب سمائية نازلون من لدن حكيم عليم وحاملون للقرآن التدويني، ولم يكن أحد حاملا له بظاهره وباطنه إلا هذه الأولياء المرضيين، كما ورد من طريقهم عليهم السلام. فمن طريق الكافي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء. ومن طريق الكافي أيضا عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام. ومنه أيضا عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: وعندنا والله علم الكتاب كله.
في الإشارة إلى تطبيق الكتاب
كلمة نورية
اعلم أنه كما أن للكتاب التدويني الإلهي بطونا سبعة باعتبار وسبعين بطنا بوجه لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ولا يمسها إلا المطهرون من الأحداث المعنوية والأخلاق الرذيلة السيئة والمتحلون بالفضايل العلميه والعمليه، وكل من كان تنزهه وتقدسه أكثر كان تجلي القرآن عليه أكثر وحظه من حقايقه أوفر كذلك الكتب التكوينية الإلهية الأنفسية والآفاقية حذوا بالحذو ونعلا بالنعل. فإن لها بطونا سبعة أو سبعين لا يعلم تأويلها وتفسيرها إلا المنزهون من أرجاس عالم الطبع وأحداثها ولا يمسه إلا المطهرون فإنها أيضا نازلة من الرب الرحيم.
فجاهد أيها المسكين في سبيل ربك وطهر قلبك واخرج عن حيطة الشيطان وأرق واقرأ كتاب ربك ورتله ترتيلا ولاتقف على قشره، ولا تتوهمن أن الكتاب السماوي والقرآن النازل الرباني لا يكون إلا هذا القشر والصورة، فإن الوقوف على الصورة والعكوف على عالم الظاهر وعدم التجاوز إلى اللب والباطن اخترام وهلاك وأصل أصول الجهالات وأس أساس إنكار النبوات والولايات، فإن أول من وقف على الظاهر وعمى قلبه عن حظ الباطن هو الشيطان اللعين حيث نظر الى ظاهر آدم عليه السلام فاشتبه عليه الأمر وقال:{خلقتني من نار وخلقته من طي }(الأعراف:12) وأنا خير منه. فإن النار خير من الطين، ولم يتفطن أن جهله بباطن آدم عليه السلام والنظر إلى ظاهره فحسب بلا نظر إلى مقام نورانيته وروحانيته ***97]
Shafi 98