Sharhin Diwan Al-Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Nau'ikan
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وفي هذه القصيدة تعريض بكافور.
ثم عاود أبو الطيب مدح كافور، بعد أن انقطع عن ذلك ستة عشر شهرا كاملة، وبعد أن قال قصيدة الحمى التي تقدم ذكرها، وبعد أن تعرض لكافور في مدح فاتك، ويرى بعض المؤرخين أن عودة أبي الطيب إلى مديح كافور كانت خارجة عن إرادته، فقد طالبه كافور بذلك فلم يستطع إلا إجابته، وقد يكون تطلع كافور إلى مدح الشاعر قد أحيا في نفسه الرجاء فعاد يلقي آخر سهم، وينفض عن نفسه اليأس والإشفاق من أن يخيب، وأما القصيدة فهي:
منى كن لي إن البياض خضاب
فيخفى بتبييض القرون شباب
وفيها يتحدث الشاعر عن نفسه وعن آماله، وعن وعد كافور له في غالب أبياتها، ويمدحه فيها باثني عشر بيتا.
ثم بقي أبو الطيب بمصر بعد هذه القصيدة سنة وشهرين دون أن يمدح كافورا فما كان يلقاه إلا أن يركب فيسير معه في الطريق؛ لئلا يوحشه، وكان الشاعر ضيف كافور مدة مقامه في مصر، فكان ذلك هو الصلة بينهما بعد انقطاع الشاعر عن مدحه وحضور مجلسه.
وواضح غاية الوضوح من شعر المتنبي في كافور، أنه لم يكن يبغي منه مالا فحسب، بالغا ما بلغت قيمة ذلك المال، وإنما كان يبغي ضيعة أو ولاية كما تقدم، يقول:
إذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية
Shafi da ba'a sani ba