89

Sharhin Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Bincike

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Mai Buga Littafi

دار المعرفة

Inda aka buga

بيروت

- الْمَعْنى يُرِيد أيظن فَحذف همزَة الِاسْتِفْهَام وَهُوَ يريدها وروى بِالتَّاءِ على الْخطاب وبالياء على الْإِخْبَار عَن سيف الدولة يُرِيد أتظن أَنى غير حَزِين وَلَيْسَ هَذَا مليحا فى حق امْرَأَة أَجْنَبِيَّة أَن يخاطبها بِمثل هَذَا فرواية الْيَاء أحسن وهى روايتى عَن شيخى أَبى الْحرم وأبى مُحَمَّد ١٣ - الْمَعْنى أَنه يقسم بِحرْمَة من هَذِه صفاتها إنى مكتئب ودمعى منسكب ويروى (بِحرْمَة الْمجد وَالْإِسْلَام ...) يُرِيد بلَى وَحُرْمَة هَذِه أَن دمعى منسكب وفؤادى مكتئب ١٤ - الْغَرِيب النشب المَال جَمِيعه صامته وناطقه الْمَعْنى يُرِيد قد مَضَت وَلم يُوجد مثلهَا بعْدهَا من يتخلق بأفعالها فَلَيْسَ يرتها أحد وَإِن كَانَ مَا تملكه مُبَاحا فخلائقها لَا تورث لأتها تفردت بهَا دون غَيرهَا ١٥ - الْغَرِيب الأتراب وَاحِدهَا ترب يُقَال هَذِه ترب هَذِه أى لدتها وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فى الْمُؤَنَّث قَالَ الله تَعَالَى ﴿عربا أَتْرَابًا﴾ بَعضهنَّ لدات بعض الْمَعْنى يُرِيد همها مذ نشأت فى جمع الْعلَا وتدبير الْملك وأقرانها همهن فى اللَّهْو واللعب وَهَذَا مثل قَول بَعضهم (فَهمُّك فِيها جِسامُ الأُمُور ... وَهَمُّ لِدَاتَكَ أنْ يَلْعَبوا) ١٦ - الْغَرِيب الشنب حِدة فى الْأَسْنَان وَقيل برد وعذوبة وَامْرَأَة شنباء بَيِّنَة الشنب وَقَالَ الجرمى سَمِعت الْأَصْمَعِي يَقُول إِنَّه برد الْفَم والأسنان فَقلت لَهُ إِن أَصْحَابنَا يَقُولُونَ هُوَ حدتها حِين تطلع فيراد بذلك حدتها وطراءتها لِأَنَّهَا إِذا أَتَت عَلَيْهَا السنون احتكت فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا بردهَا وَقَول ذى الرمة (بَيْضَاءُ فى شَفَتَيْها حُوَّة لَعَس ... وفى اللِّثاتِ وفى أنْيابها شَنَبُ) يقوى قَول الأصمعى لِأَن اللثات لَا يكون فِيهَا حِدة وَقَول الأعرابية (بأبى أنتِ وفُوكِ الأشْنَبُ ... كَأَنَّمَا ذُرّ عليْه الزَّرْنَبُ) يُؤَيّد قَول الأصمعى الْمَعْنى يُرِيد أَن أترابها إِذا جئن إِلَيْهَا رأين حسن مبسمها وَلَا يعلم مَا وَرَاء شفتيها إِلَّا الله لِأَنَّهُ لم يذقه أحد قَالَ أَبُو الْفَتْح كَانَ المتنبى يتجاسر فى أَلْفَاظه جدا وَلَقَد أَسَاءَ بِذكرِهِ حسن مبسم أُخْت ملك وفى معنى بَيت أَبى الطّيب (لَا والَّذى تسْجُدُ الجِباهُ لهُ ... مالى بِمَا ضَمّ ثَوْبُها خبرُ) (وَلا بِفيها وَلا هَمَمْتُ بِها ... مَا كَانَ إِلَّا الحديثُ والنَّظَر)

1 / 89