256

Sharhin Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Bincike

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Mai Buga Littafi

دار المعرفة

Inda aka buga

بيروت

- ١ - الْإِعْرَاب أباعث كل منادى مُضَاف وَهَذِه الْهمزَة من حُرُوف النداء الْخَمْسَة الْغَرِيب الطموح الشاخص الْبَصَر تكبرا وضربه هُنَا مثلا للْمُبَالَغَة وأطمح زيد بَصَره إِذا رَفعه وطمح أبعد فى الطّلب وطامحات الدَّهْر شدائده وكل مُرْتَفع طامح وَرجل طماح شَره والسلهبة الطَّوِيلَة من الْخَيل وكل طَوِيل سلهب والسبوح الذى كَأَنَّهُ يسبح فى جريه يُقَال فرس سابح وسبوح وباعث يُرِيد هَا هُنَا محيى من قَوْله تَعَالَى ﴿يَوْم يبْعَث الله الرُّسُل﴾ أى يحييهم الْمَعْنى يُرِيد إِنَّك تحيى كل مكرمَة تمْتَنع عَن غَيْرك وَإنَّك فَارس الْخَيل السلاهب الشديدات الجرى لطولهن
٢ - الْغَرِيب النجلاء الواسعة الَّتِى تغمس صَاحبهَا فى الدَّم فهى غموس الْمَعْنى يُرِيد إِنَّك طعان فى الْأَبْطَال فطعنتك وَاسِعَة غموس تغمس صَاحبهَا فى الدَّم حَتَّى تغيبه فِيهِ وَإنَّك تعصى كل من عذلك فى الْجُود أَو فى الشجَاعَة
٣ - الْغَرِيب سقى وأسقى لُغَتَانِ فصيحتان نطق بهما الْقُرْآن من غير اخْتِلَاف قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَأَن لَو استقاموا على الطَّرِيقَة لأسقيناهم مَاء غدقا﴾ وَقَالَ الله تَعَالَى ﴿وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا﴾ وَاخْتلف الْقُرَّاء فى قَوْله تَعَالَى ﴿نسقيكم﴾ فى الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو بكر بِالْفَتْح فيهمَا وضمهما الْبَاقُونَ الْمَعْنى يُرِيد أمكننى الله من الْأَعْدَاء حَتَّى أهريق دِمَاءَهُمْ وَالْعرب تَقول شربنا دم بنى فلَان يُرِيد قتلناهم وأسلنا دِمَاءَهُمْ على الأَرْض كَالْمَاءِ يفتخر بذلك

1 / 258