Sharhin Diwan Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Bincike
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Mai Buga Littafi
دار المعرفة
Inda aka buga
بيروت
- الْغَرِيب الرَّعْد جمع رعدة والعسلان الِاضْطِرَاب والقنوات جمع قناة الْمَعْنى يُرِيد أَن الارتعاد فى أبدان الفوارس من خوفك أظهر وأجرى من الاهتزاز فى رماحهم
٢٥ - الْإِعْرَاب قَوْله
(لَا خلق ...)
ذهب البصريون إِلَى أَن الكنكرة الَّتِى مَعَ لَا مَبْنِيَّة على الْفَتْح كَقَوْلِك لَا رجل فى الدَّار وَتَقْدِيره لَا من رجل فَلَمَّا حذفت من من اللَّفْظ وَركبت مَعَ لَا تَضَمَّنت معنى الْحَرْف فَوَجَبَ أَن يبْنى وبنيت على حَرَكَة لِأَن لَهَا حَالَة تمكن قبل الْبناء وبنيت على الْفَتْح لِأَنَّهُ أخف الحركات وَذهب أَصْحَابنَا إِلَى أَنَّهَا نكرَة معربة مَنْصُوبَة بِلَا وَحجَّتنَا أَنه اكْتفى بهَا عَن الْفِعْل لِأَن التَّقْدِير فى قَوْلك لَا رجل فى الدَّار أى لَا أجد رجلا فاكتفوا بِلَا من الْفِعْل الْعَامِل كَقَوْلِك إِن قُمْت قُمْت وَإِلَّا فَلَا تَقْدِيره وَإِن لم تقم فَلَا أقوم فَلَمَّا اكتفوا بِلَا من الْفِعْل الْعَامِل نصبوا النكرَة بِهِ وحذفوا التَّنْوِين بِنَاء على الْإِضَافَة وَوجه آخر أَن لَا تكون بِمَعْنى غير كَقَوْلِك زيد لَا عَاقل وَلَا جَاهِل أى غير عَاقل وَغير جَاهِل فَلَمَّا جَاءَت هُنَا بِمَعْنى لَيْسَ نصبوا بهَا ليخرجوها من معنى غير إِلَى معنى لَيْسَ وَوجه آخر إِنَّمَا أعملوها النصب لأَنهم لما أولوها بالنكرة وَمن شَأْن النكرَة أَن يكون خَبَرهَا قبلهَا نصبوا بهَا من غير تَنْوِين لما حدث فِيهَا من التَّغْيِير كَمَا رفعوا المنادى بِغَيْر تَنْوِين لما حدث فِيهِ من التَّغْيِير وَرَاء مقلوب رأى كَمَا يُقَال ناء ونأى وَمثله
(عَليل راءَ رُؤْيا فَهُوَ يَهْذِى ... بِمَا قَدْ رَاء مِنْهَا فى المنامِ)
وهات كلمة تسْتَعْمل فى الْأَمر فهى على فَاعل فى الماضى يُقَال هاتى يهاتى فَهُوَ مهات والمصدر المهاتاة مثل المعاداة فَيُقَال هَات كَمَا يُقَال عَاد من عاديت وللاثنين هاتيا وللجمع هاتوا وللمرأة هاتى بِإِثْبَات الْيَاء وللمرأتين هاتيا وللجمع هَاتين الْمَعْنى يَقُول لَا أحد أسمح مِنْك إِلَّا رجلا رآك فعرفك فَلم يَسْأَلك بِأَن تهب لَهُ نَفسك وَمثله
(وَلَو لم يكُن فى كفِّهِ غير نَفسه ... لجادَ بهَا فلْيَتَّقِ الله سائلُهْ)
٢٦ - الْغَرِيب يُقَال غلت فى الْحساب الْخَاصَّة وَهُوَ مثل غلط وهما من مخرج وَاحِد والعشور أعشار الْقُرْآن والترتيل التَّبْيِين والتحسين وَحسب يحْسب بِالضَّمِّ من الْحساب وَحسب يحْسب من الظَّن بِفَتْح الْمُسْتَقْبل وكسره وَكسر الماضى لَا غير وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة يحْسب فى جَمِيع الْقُرْآن بِالْفَتْح الْمَعْنى يَقُول تجويدك التِّلَاوَة إِحْدَى آياتها فالذى يحْسب الْقُرْآن معْجزَة وَاحِدَة غلط فَمن سمع ترتيلك الْقِرَاءَة وَحسن بيانك وَلم يعده آيَة فَهُوَ غالط بِآيَة لِأَن ترتيلك فى الإعجاز مثلهَا فَوَجَبَ إِلْحَاقه بِهِ حَتَّى يُقَال فى الْقُرْآن معجز وترتيلك معجز فهما معجزتان
1 / 232