Sharhin Diwan Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Bincike
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Mai Buga Littafi
دار المعرفة
Inda aka buga
بيروت
- الْمَعْنى يُرِيد بِهَذَا عَادَة الْعَرَب فى تشبيهها الْإِبِل المرحلة عَلَيْهَا هوادجها بِالنَّخْلِ وَالشَّجر والسفن يُرِيد فَكَأَن هَذِه العيس شجر بدا أى ظهر وَقد جنيت المر من ثمره يُرِيد أَنَّهَا لما سَارَتْ بالأحبة كَانَت سَبَب فراقهن وَهُوَ المر الذى جناه مِنْهَا وَهُوَ من قَول أَبى نواس
(لَا أذُودُ الطَّير عَن شَجر ... قَدْ جَنَيْتُ المُرَّ مِنْ ثَمَرِهْ)
٥ - الْإِعْرَاب قَوْله لَو انى حرك الْوَاو الساكنة من لَو بحركة الْهمزَة وحذفها وَهُوَ كثير مُسْتَعْمل فى أشعارهم كبيت الحماسة
(فَمنْ أنتمُ إنَّا نَسينا مَنَ انتمُ ...)
وَعَلِيهِ قِرَاءَة ورش عَن نَافِع حَيْثُ جَاءَ مثل هَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَلَو أَنا كتبنَا عَلَيْهِم﴾ و﴿أَن أرضعيه﴾ ﴿وَمن أحسن قولا﴾ ﴿وَمن أصدق﴾ وحرارة مدمعى قَالَ ابْن جنى يُرِيد ذى مدمعى بِحَذْف الْمُضَاف يعْنى الدمع لِأَن المدمع مجْرى الدمع فى الْعين وَاللَّام فى لمحت جَوَاب لَو الْغَرِيب سماتها جمع سمة وهى الْعَلامَة الَّتِى تكون فى الْإِبِل الْمَعْنى يُرِيد أَنه لَو كَانَ فَوْقهَا لمحت حرارة دُمُوعه علائمها لِأَن دمع الْحزن حَار ودمع السرُور بَارِد وَمِنْه فى الدُّعَاء على الْإِنْسَان أسخن الله عينه أى أبكاه وجدا وحزنا ثمَّ دَعَا عَلَيْهَا فَقَالَ ﴿لاسرت من إبل﴾ لِأَنَّهَا فرقت بَينه وَبَين من يحب
٦ - الْمَعْنى كل هَذَا دُعَاء على الْإِبِل يَقُول حملت مَا حملت من حسراتها وحملت أَنا مَا حملت من هَذِه المها وَهن بقر الْوَحْش شبههن بالمها لحسن عيونهن
٧ - الْغَرِيب الْخمر جمع خمار وَهُوَ مَا تختمر بِهِ الْمَرْأَة أى تغطى بِهِ رَأسهَا وَأَصله التغطية مِنْهُ سميت الْخمر لِأَنَّهَا تستر الْعقل وتغطيه قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبهنَّ﴾ والسراويل وَاحِد السراويلات وَهُوَ يذكر وَيُؤَنث قَالَ سِيبَوَيْهٍ سَرَاوِيل وَاحِدَة وهى أَعْجَمِيَّة عربت فَأَشْبَهت من كَلَامهم مَالا ينْصَرف فى معرفَة وَلَا نكرَة فهى مصروفة فى النكرَة وَإِن سميت بهَا رجلا لم تصرفها وَكَذَلِكَ إِن حقرتها ١ اسْم رجل لِأَنَّهَا مؤنث على أَكثر من ثَلَاثَة أحرف مثل عنَاق وَمن النَّحْوِيين من لَا يصرفهَا أَيْضا فى النكرَة وَيَزْعُم أَنَّهَا جمع سروال وسروالة وينشد
(علَيْهِ مِنَ اللُّؤْم سِرْوَالةٌ ... فلَيْس يرِقّ لمستَعطِفِ)
ويحتج فى ترك صرفهَا بقول ابْن مقبل
(أَتَى دُونها ذَب الرّيادِ كأنَّهُ ... فَتَى فارِسىّ فى سراويلَ رامحُ)
الْمَعْنى قَالَ الصاحب ابْن عباد كَانَت الشُّعَرَاء تصل المآزر تَنْزِيها لألفاظها عَمَّا يستشنع حَتَّى تخطى هَذَا الشَّاعِر المطبوع إِلَى التَّصْرِيح وَكثير من العهر عندى أحسن من هَذَا العفاف قَالَ الواحدى قَالَ العروضى سَمِعت أَبَا بكر الشعرانى يَقُول هَذَا مِمَّا عابه الصاحب ابْن عباد على المتنبى وَإِنَّمَا قَالَ المتنبى
(عَمَّا فى سرابيلاتها ...)
وَهُوَ جمع سربال وَهُوَ الْقَمِيص وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الخوارزمى يُرِيد أَنى مَعَ حبى لَو جودههن أعف عَن أبدانهن وَمثله لنفطويه
(أهْوَى النِّساءَ وأهوَى أَن أُجالسها ... وَلَيْسَ لى فى خَنًا مَا بَيْننا وَطرُ)
1 / 226