160

Sharhin Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Bincike

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Mai Buga Littafi

دار المعرفة

Inda aka buga

بيروت

- الْمَعْنى يُخَاطب نَفسه فى الثانى فَقَالَ كَيفَ تسْأَل عَنْهُن وَهن بلونك بالتسهيد والتعذيب وَإِن كنت تسْأَل عَنْهُن فى معرفهن فَمن سهدك وعذبك حَتَّى صرت متيما وَإِنَّمَا استفهم لما رآهن جآذر لَا نسَاء استفهم عَن الجآذر كَمَا قَالَ ذُو الرمة (أيا ظَبْيَةَ الوَعْساءِ بينَ جَلاجِلٍ ... وبينَ النَّقا آأنْتِ أمْ أُمُّ سالِم ...) ٣ - الْإِعْرَاب تجزنى مجزوم بِالدُّعَاءِ وَهُوَ بِلَفْظ النهى فَحكمه فى الْجَزْم حكم النهى كَقَوْل الآخر (فَلا تَشْلَلْ يَدٌ فَتَكَتْ بعَمْرٍ و... فإنَّكَ لَنْ تَذِلّ ولَنْ تُضَاما ...) وَقَوله بعْدهَا أى بعد فراقها فَحذف الْمُضَاف وَقَوله بى صفة لضنى وَالْيَاء مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف تَقْدِيره وَاقع أَو كَائِن وَبعد يحْتَمل انتصابه على وَجْهَيْن لَا يجوز إِعْمَال الْمصدر الذى هُوَ ضنى وإعمال الْبَاء الَّتِى فى بى لِأَن الظّرْف وحرف الْخَفْض إِذا تعلقا بِمَحْذُوف عملا فى الظّرْف وفى الْحَال كَقَوْلِك زيد فى الدَّار الْيَوْم وَهُوَ عِنْد جَعْفَر غَدا وَالْهَاء فى بعْدهَا رَاجِعَة إِلَى قَوْله بقر وَإِن كَانَت مُتَأَخِّرَة وَجَاز ذَلِك لِأَنَّهَا فَاعل وَالْفَاعِل رتبته التَّقْدِيم فَإِذا أخر جَازَ تَقْدِيم الضَّمِير الْعَائِد عَلَيْهِ لِأَن النِّيَّة بِهِ التَّقْدِيم وَمثله وَمثله ﴿فأوجس فِي نَفسه خيفة مُوسَى﴾ وفى الْكَلَام حذف تَقْدِيره لَا تجزنى بضنى بى ضنى يَقع بهَا فَحذف ذَلِك للْعلم وَقَوله مسكوبا لَا يجوز أَن ينصب حَالا من دموعى لِأَن الْوَاحِد الْمَذْكُور لَا يكون حَالا من جمَاعَة لَا يُقَال طلعت الْخَيل مترادفا وَلَكِن مترادفة وَلَو قلت مترادفات كَانَ أحسن كَمَا جَاءَ فى الْقُرْآن ﴿إِلَى الطير فَوْقهم صافات﴾ وَلَو قَالَ مسكوبة لجَاز أَن يكون حَالا وَإِذا لم ينْتَصب على الْحَال نصب على الْبَدَل من الدُّمُوع كَأَنَّهُ قَالَ تجزى دموعى مسكوبا مِنْهَا بمسكوب من دموعها فَحذف الجارين والمجرورين وَإِنَّمَا احْتِيجَ إِلَى تَقْدِير مِنْهَا لِأَن بدل الْبَعْض وَبدل الاشتمال لابد أَن يتَّصل بهما ضمير يعود على الْمُبدل مِنْهُ كَقَوْلِك ضربت زيدا رَأسه وأعجبنى زيد علمه وَمن بدل الاشتمال الْمَحْذُوف الضَّمِير مِنْهُ قَول الْأَعْشَى (لقَدْ كانَ فِى حَوْلٍ ثواءٍ ثويتُه ... تَقَضِّ لُبانات ويُسأم سائم ...) الْمَعْنى يُرِيد أَنَّهُنَّ لَا ينالهن بعدى ضنى يورثهن الْفِرَاق بعدى الضنى فَهُوَ يَدْعُو لَهُنَّ وَيَقُول (لَا ضنيت هَذِه الْبَقَرَة وَهن النِّسَاء كَمَا ضنيت وَلَا جرت دُمُوعهنَّ كَمَا جرت دموعى ...) لِأَنَّهُ بَكَى عِنْد الْفِرَاق فبكين فجزين دمعه بدمع فَدَعَا لَهُنَّ أَن لَا يجزين ضناه بضنى كَمَا جزينه بالدمع دمعا وَقد اسْتَوْفَيْنَا فى هَذَا الْبَيْت الْإِعْرَاب وَالْمعْنَى مَا لم يَأْتِ بِهِ أحد من الشُّرَّاح كَامِلا

1 / 160