Sharhin Diwan Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Bincike
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Mai Buga Littafi
دار المعرفة
Inda aka buga
بيروت
- الْمَعْنى قَالَ الواحدى لم أجد فى هَذَا الْبَيْت بَيَانا شافيا وَلَا تَفْسِيرا مقنعا وكل تَفْسِير لَا يساعده لفظ الْبَيْت لم يكن تَفْسِيرا للبيت والذى يَصح فى تَفْسِيره أَنه يَقُول الْأَشْبَاه من الأباعد لَا يقرب بَعضهم من بعض لِأَن الشّبَه لَا يحصل الْقرب فى النّسَب والأشباه من الْأَقَارِب لَا يبعد بَعضهم من بعض لِأَن الشّبَه يُؤَكد قرب النّسَب هَذَا إِذا جعلنَا الْأَشْبَاه الَّذين يشبه بَعضهم بَعْضًا كَقَوْلِه
(النَّاسُ مَا لم يَرَوْكَ أشْباهُ ...)
فَإِن جعلنَا الْأَشْبَاه جمع الشّبَه من قَوْلهم بَينهمَا شبه فَمَعْنَى الْبَيْت لم يقرب شبه قوم أباعد أى لَا يتقاربون فى الشّبَه وَلَا يشبه بَعضهم بَعْضًا وَلَا يبعد شبه قوم أقَارِب يُرِيد أَنهم إِذا تقاربوا فى النّسَب تقاربوا فى الشّبَه
٢٩ - الْغَرِيب العلوى هُوَ من ولد على بن أَبى طَالب ﵇ والنواصب جمع ناصب وهم الْخَوَارِج الَّذين نصبوا الْعَدَاوَة لعلى بن أَبى طَالب الْمَعْنى يُرِيد أَن العلوى إِذا لم يكن تقيا ورعا مثل طَاهِر هَذَا كَانَ حجَّة الْأَعْدَاء على على ﵇ يَقُولُونَ هَذَا مثل أَبِيه إِن كَانَ نَاقِصا فناقص وَهَذَا من قَوْله ﵊ " الْوَلَد سر أَبِيه " وفى الْمثل من أشبه أَبَاهُ فَمَا ظلم وَمعنى الْبَيْت من قَول بَعضهم
(شرِيفٌ أصْلُه أصلٌ شرِيفُ ... ولكِنْ فعْلُه غيرُ الحَميدِ ...)
(كأنَّ اللهَ لم يَخْلُقْه إِلَّا ... لتنعطف القلوبُ على يزِيد ...)
٣٠ - الْإِعْرَاب تَأْثِير الْكَوَاكِب مُبْتَدأ مَحْذُوف الْخَبَر تَقْدِيره تَأْثِير الْكَوَاكِب حق وَصدق أَو كَائِن وَيجوز أَن يكون الْخَبَر فى الْجَار وَالْمَجْرُور وَهُوَ الأجود يعْنى أَن النَّاس يَقُولُونَ تَأْثِير الْكَوَاكِب فى الورى فَمَا لهَذَا تَأْثِيره فى الْكَوَاكِب الْمَعْنى قَالَ ابْن جنى هَذَا تَعْظِيم لشأنه يُرِيد أَن الْكَوَاكِب تبع لَهُ فِيمَا أَرَادَهُ لبلوغه وَقَالَ الواحدى كَلَام ابْن جنى هَذَا يحْتَاج إِلَى شرح وَهُوَ أَن الممدوح يَجْعَل النحوس بِحكم النُّجُوم صَاحب سَعَادَة بِأَن يُغْنِيه وَيَرْفَعهُ ويزيل عَنهُ حكم النحوسة وَيقدر على الضِّدّ من هَذَا فَهَذَا تَأْثِيره فى الْكَوَاكِب وَكَونهَا تبعا لَهُ وَقَالَ ابْن فورجة تَأْثِيره فى الْكَوَاكِب إثارته الْغُبَار حَتَّى لَا تظهر وَحَتَّى يَزُول ضوء الشَّمْس وَتظهر الْكَوَاكِب بِالنَّهَارِ وَهَذَا أظهر مِمَّا قَالَه ابْن جنى
1 / 156