============================================================
شرح صدره لأنه هداه في قولهم، وضيق صدره لأنه أضله، وفيه وصف الله تعاى بفعل هو محال، وفيه إبطال تقسيم الله تعاى الخلق على ما سبق بيانه، وهذا كله كفر، نعوذ بالله من الخذلان(9).
وأما قولهم: (ويضل من يشاي ويخذل ويبتلي من يشاي، عدلا).
قال أبو حفص: وهذا منهم بيان أن الله تعالى بالخذلان والإضلال لا يكون ظالما، لما أن الظلم وضع الشييء في غير موضعه، والله تعاى وضع التصرف في ملكه بنما سبق علمه فيهم بما يكون منهم من الكفر والعصيان عن اختيار لا عن جبر واضطرار، فلا يكون ظالما، لأنه لريعاقب على فعل ما أمر، وعلى الانتهاء عما نهى عنه.
وأما قوهم: (وهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله).
قال القاضي أبو حفص الغزنوي وسيف الحق وغيرهما: هذا منهم بيان أن خلق فعل الاهتداء فيهم لمر يكن واجبا عليه، إذ لا موجب في الحقيقة غير الله تعاي، فمن هداه (1) قد يقال: كيف يستعاذ بالله تعالى من الخذلان، وهو فعله مسبحانه وتعاى، وسيأتي في الفقرة الآتية أن الخذلان والاضلال من الله تعاى، وهل ذلك إلا تناقض في مذهب من يصكحه* فالجواب على ذلك أن العبد بالكلية بين يدي الله تعالى، وحق العبد أن يستعيذ بالله من سخطه وخذلاته، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعوذ برضالك من سخطاى، وبمعافاتك من عقويتك، وأعوذ بك منى لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" . رواه مسلم في كتاب (الصلاة)، في باب (ما يقال في الركوع والسجود).
Shafi 83