============================================================
المخلوق، ثم صار موصوفا به لوجود المخلوق، صار وصفه بالخالق حادثا له بالمخلوق، ولاشك أن وصفه بالخالق من أوصاف الكمال، فكان القول بتعريه عنه قولا بقيام وصف النقص به، والقديم يتعالى عن ذلك، ولأن الله تعالى يوصف بأنه جواد لر يزل، وسميع لر يزل، وبصير لمريزل؛ وإن كان ما يقع عليه السمع والبصر والجود معدوما، وكذا يوصف بأنه رب كل شيء في الأزل؛ وإن كانت الأشياء تحدث في المستقبل، فكذلك في صفات الفعل يجب أن يوصف بذلك في الأزل.
وأما قولهم: (ذلك بأنه على كل شيء قدير)، فقولهم: ذلك، لفظة إشارة إى ما تقدم ذكره من الإحياء والإماتة وسائر الصفات، يعنون أنها توجب صفات المدح والكمال، فيجب القول بثبوتها له في الأزل، وقولهم: بأنه على كل شيء قدير، يعنون أن الله تعالى موصوف في الأزل بأنه على كل شيء قدير؛ وإن لر تكن الأشياء موجودة في الأزل، والفرق بين الأشاعرة والماتريدية في هذه المسألة، وهي وصف الفعل الإهي بالحدوث عند الأشاعرة أو القدم عند الماتريدية، ليس حقيقيا، لعدم اتحاد محل الحكم. وجعل هذه المسألة تحت عنوان (صفات الأفعال) من باب المأؤل عندنا، والظاهر عند الماتريدية. والله أعلم وإن أردت زيادة في هذا الباب، قلت: الأشاعرة والماتريدية يقولون: إن الله عز وجل فاعل منذ الأزل، على مامر، ويقولون: إنه سبحانه مع ذلك مريد إرادة تامة، أي: إنه سبحانه لا ينتفع بخلق الخلق، بل يجوز أن يخلقهم ويجوز أن لا يخلقهم، لا كما يقول الفلاسفة، أو الكرامية، أو القائلون بحوادث لا أول لها. فالأشاعرة والماتريدية يقولون: الله قديم واجب، ويقولون أيضا: العالر حادث جائز . وكذلك تكون المقالات البيضاء.
Shafi 73