============================================================
والسلام -: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"(1)، فإنه حديث صحيح. ولقوله
تعالى: وآستغفر لذنك وللمؤمنين وآلمؤمتت} ([محمد: 19]؛ آي: ولذنب المؤمنين، ومرتكب الكبيرة مؤمن لما تقذم، وطلب المغفرة لذنب المؤمن شفاعة له في إسقاط عقابه عنه، وهذا يرد قول المعتزلة أن الشفاعة إنما هي لزيادة الثواب.
واعلم آن الرسول أو النبي حيث آطلق إنما يراد به اكملهم الذي تعث الينا، وهو سيد الخلائق أجمعين وشفيعهم محمد- عليه الصلاة والسلام -) (وهو مشفع) في جميع الإنس والجن، إلا آن شفاعته في الكفار إنما لتعجيل القضاء ليخف عنهم اهوال القيامة، وللمؤمنين لما ذكر وللتجاوز عن السيئات ولرفع الدرجات، فتكون شفاعته عامة كما قال الله تعالى: وما أرسلكك إلا رحمة للطلمين (الأنبياء: 107] .
(وله يرد مطلوبه)؛ لقوله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى (الضحى: 5]، ولما ورد في الحديث آن الله - تعالى - يقول له: "اشفع تشفع، وسل تعطه(1)، ولا يرضى إلا باخراج من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان من النار، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده رته. اللهم ارزقنا شفاعته واحشرنا تحت لوائه بحرمته عندك يا آرحم الراحمين: (وعذاب القبر) للكافر والفاسق (حق)؛ لقوله تعالى: النار يعرضو عليها و غددا وعشيا ويوم تقوم الساعة أذخلوا ءال فرعوب أشد العداب (غافر : 46)، وقوله تعالى حكاية على سبيل التصديق: ربنا امتنا اثننين وأحييتنا آثنتين} [غافر: 1]، وما المراد بالإماتتين والإحيائين في هذه الآية إلا الإماتة قبل مزار القبور ثم الإحياء في القبر ثم الإماتة فيه آيضا بعد مسآلة منكر ونكير ثم الإحياء للحشر.
(1) أخرجه الترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه؛ وأبو داود في الستة، باب في الشفاعة؛ وابن ماجه في الزهد، باب في ذكر الشفاعة: (2) أخرجه بهذا اللفظ : البخاري في أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: إنا أرسلنا نوما إلى قومي} [نوح : 1]؛ وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: (جو6 بومهذ ناضرة الل يقا ناظرة (القيامة: 22- 23] .
88 ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
Shafi 88