121

شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية

شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية

Nau'ikan

رؤية الله في المنام
السؤال
في حديث النواس بن سمعان أن النبي ﷺ قال: (واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت)، هل يشمل هذا الرؤيا المنامية؟
الجواب
لا يشمل الرؤية المنامية؛ لأن الله ﷿ لا يرى على الحقيقة في المنام؛ لأن الأحلام في المنام هي أشبه بالخيالات، فكما يتخيل الإنسان أحيانًا إذا سمع بأسماء الله وصفاته يتخيل صفات الرب ﷿، فكذلك في المنام قد يتخيل أنه رأى ربه، فإذا قال أحد: إني رأيت ربي في المنام، فهو رأى شيئًا يظنه ربه، وليس هو الرب سبحانه على الحقيقة، وقد يرى الإنسان في منامه أنه رأى الله، وهذا صحيح، وقد تكون أضغاث أحلام، وقد تكون الرؤى صادقة، بمعنى أنها أمثالًا ضربت للإنسان لفائدة له، لعله يتعظ ويزداد خيرًا إن كان على خير، أو يكف عن شر إن كان على شر.
ولذلك إذا رأى أحد ربه فليعلم أن هذه موعظة ثم يتنبه لنفسه، ويتفقد حاله، كثير من الناس يبدو لهم أنهم رأوا ربهم في المنام، وأنا رأيت مرة كأني رأيت ربي، وبمجرد أن قمت من النوم عرفت أني لم أر ربي على الحقيقة، رأيت شيئًا في المنام، لكن ليس هو الله ﷿، تعالى الله، بل هي خيالات وأوهام.
وهذه المسألة يكثر فيها الخوض بين طلاب العلم، بعضهم يقول: أبدًا لا يمكن لأحد أن يرى ربه في المنام، نقول: هذه مسألة ليس لها علاقة بالرؤية العينية أبدًا، رؤية المنام أحلام، والأحلام لا حجر لها؛ لأن الروح ترى الخيال والخبال والحق والباطل، لكنها لا يمكن أن تكون رؤية حقيقة لله ﷿ أبدًا، حتى رؤية النبي ﷺ ورؤى الأنبياء حق، النبي ﷺ قال: (رأيت ربي البارحة على أحسن صورة) يعني: مثل له على أحسن صورة، لكن رؤية النبي ﷺ أقرب إلى الحق لربه من رؤية الناس.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

12 / 11