Sharhin Arba'inan Nawawiyya

Ibn Daqiq al-'Id d. 702 AH
118

Sharhin Arba'inan Nawawiyya

شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية

Mai Buga Littafi

مؤسسة الريان

Lambar Fassara

السادسة

Shekarar Bugawa

٢٠٠٣ م

جرى١ بين أبي بكر وعمر ﵄ خصومة، وبين العباس وعلي رضي الله عنهما٢ وبين كثير من الصحابة وكلهم كانوا أولياء لله ﷿. قوله: "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه" فيه إشارة إلى أنه لا تقدم نافلة على فريضة وإنما سميت النافلة نافلة إذا قضيت الفريضة وإلا فلا يتناولها اسم النافلة ويدل على ذلك قوله: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" لأن التقرب بالنوافل يكون بتلو أداء الفرائض ومتى أدام العبد التقرب بالنوافل أفضى ذلك به إلى أن يحبه الله ﷿. ثم قال: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به" إلى آخره فهذه علامة ولاية الله، لمن يكون الله قد أحبه، ومعنى ذلك أنه لا يسمع ما لم يأذن الشرع

١ رواه البخاري في فضائل الصحابة باب قول النبيّ ﷺ: "لو كنت متخذًا خليلًا" رقم ٣٦٦١ عن أبي الدرداء ﵁ قال: كنت جالسًا عند النبي ﷺ، إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي ﷺ: "أما صاحبكم فقد غامر"، فسلم وقال: يا رسول الله، إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيءٌ، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ، فأقبلت إليك. فقال: "يغفر الله لك يا أبا بكر" - ثلاثًا-. ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثمّ أبو بكر؟ فقالوا: لا. فأتى النبي ﷺ، فجعل وجه النبي ﷺ يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم - مرتين -. فقال النبي ﷺ: "إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ " - مرتين-. فما أوذي بعدها. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: إن الشيء الذي كان بينهما ﵄ إنما هو محاورة أو مراجعة أو معاتبة. ٢ رواه البخاري في فرض الخمس باب فرض الخمس رقم ٣٠٩٤ وهو حديث طويل لا مجال لذكره هنا.

1 / 128