270

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية وقطع القلفة، وأمثالها فأتمهن إبراهيم الين قال الله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما} (البقرة: 124) يعني بالوفاء صرت صالحا للامامة فأجعلك إماما نبيا، كذلك النوري لما كان صاحب الوفاء جعله الله تعالى إمام الأولياء.

قال أبو محمد المغازلي : ل"ما رأيت أعبد من النوري قيل ولا الجنيد" مذ مات التوري لم يخبر عن حقيقة الصدق أحد أراد بالصدق الوفاء، وكان من وفائه مع أصحابه أنه قدم جماعة منهم ليجز رقباتهم و فيهم النوري فقدم الجلاد أحدا ليجز رقبته فتقدم النوري، وقال: أخرة عني فتعجب الجلادل، وقال :لم تفعل هذا ؟، قال: ايثارا متى حياة ساعة على إخواني فأخبر بذلك أمير المؤمنين فعفي جيعهم ببركة صدقه في المؤاخاة، والوفاء به.

قوله "والجنيد صاحب التعظيم والتوقير" يعني آن له وقعا وعظمة في قلوب الناس، وذلك من عظمة الله تعالى في قلبه لأن من هاب الله تعالى هابه كل شيء.

روي عن الجنيد أنه قال: "لو أقبل صادق على الله تعالى ألف ألف سنة ثم أعرض عنه لمحة كان ما فاته أكثر مما ناله" وهذه الكلمة تشهد بما كان في قلبه من عظمة الله تعالى ونموها لحظة فلحظة، في كل لحظة أكثر وأبلغ مما ناله من قبل في عمره وهذا مقام عبر عنه الجنيد رحمة الله عليه بهذه الكلمة ولا يدري معنى هذه الكلمة إلا من بلغ إلى ذلك مشاهدة، ونال من ذلك في كل لحظة ثلاث أضعاف ثلثى ما نال في جميع عمره قبل ذلك فافهم.

وقيل: إنه أراد به صاحب الاحترام، والتعظيم لأوامر الله تعالى وتكاليفه و هكذا كان الجنيد حرحمة الله عليه - بليغا في المحافظة على الشريعة والتمسك بالسنة، وهذا صلح أن يكون إماما متقدما خلاف الآخرين ويحتمل أنه يريد

Shafi 270