261

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية ومن جملتها: محبة الله تعالى لا تقوى، ولا تصفو، بل تضمحل في ازدحام المحبات المختلفة فمن شاء تصفيتها وتقويتها يغمس نفسه في عين ذوق محبة الله تعالى حتى تزول سائر المحبات وتتبدل لكل بمحبة الله تعالى فيثبت في كل عرق على محبة الله تعالى، وبهذا تصفو محبة الله تعالى وتقوى فافهم.

فان قلت: ما عين ذوق محبة الله تعالى؟

قلت: هى المداومة على ذكر المحبوب بالقلب إن قدرت وإن لم تقدر فياللسان مع المراقية في الخلوة الدائمة ليلا، ونهارا، قياما وقعودا، ركوعا وسجوذا، مع تسيان كل شييء سواه فبذلك الطريق تذيق محية الله تعالى لسائر عروقك، وأعضائك، وقلويك، وأرواحك، وجلودك وأعصابك تفهم إن شاء الله وحده: وقال أيضيا: "المحب إذا ادعى الملك خرج من المحبة" يعني أن محبة الله تعالى لا تحتمل الشركة فيستدعى أن يكون المحب عيذا مرقوقا بذاته وصفاته لمحبوبه ولا يتحرك حركة، ولا ينطق بحرف إلا بإذن مولاه ويكون نظره دائما إلى محبوبه فان ظن آن له تصرقا ما بدون إذنه أو شيئا من ذاته، وصفاته، وجوارحه، وأطرافه له دون مولاه أوله ولمولاه شركة فهو مشرك مدع وأمارة تلك المحبة أن يكون ماله مباح التناول لكل متناول، ودمه هدر لكل من يقتله، ولو سلب عمامته، ونزع ثويه لا يحرك في قلبه ذلك، كما لو أخذ أحد عمامة نفسه فإن كان بخلافه فهو مدعى الملك ومحبة الله تعالى له غير خالص، بل غير قائم، قال وأنشأ ذو النون: اريد أن أحبه من قلبه فعجزت الا حبة غرضه نان عجزت فأحب حية الحبيب الذي هو غرضه

Shafi 261