238

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قوله: "الوجد اهلاك" يعني آن الوجد التهاب الشوق واحتراق المحب بما شاهد من آمارات حضور المحبوب كلمح بالبصرمع سرعة الاحتجاب بحجاب الفقد فكان هلاكا، وإهلاكا للواجد بما توقد من زيادة النار، والتهاب المحبة قال الشبلي: "إذا ظننت آنى فقدت فحيثذ وجدت واذا حسبت آنى وجدت فهتاك فقدت" يعني إن وجدي عن فقد المحبوب حزتا عليه لا على وجوده، وهكذا يكون وجند من يكثر مشاهدته للمحبوب فيجد حرنا إذا فارقه.

قوله: "واذا حسبت آنى وجدت فهتاك فقدت" يعني إذا علمت وجدى وفهمته زال الوجد وفقدته فلو تواجدت بعد ذلك كان كذبا منى والى هذا آشار الباب العلم حيث قال: من علم نسيانه عادى بربه آي من علم وجده زال وجده، فلو تواجد بعد ذلك كان كذيا عادى بربه في كذبه كما سبق شرحه، ويحتمل آنه أراد بقوله: اذا ظننت آني فقدت حينثذ وجدت" آي إذا ظننت آنى فقدت ربى حينثذ وجدته لأنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم هوإذا حسبت آنى وجدته فهناك فقدت" لأن حسبان الوجدان إثبات، والاثبات مكر كما قال الجنيد: "إن الاثبات مكر، والعلم بالاثبات مكر" كما مر في باب صفة العلم.

قال ابن عطاء: "فمتى ما ذكرت بالوجد منك بعيده يعني اذا كتت لا تذكر المحبوب إلا بالوجد كان هو منك بعيذا لأن الحبيب القريب من تذكره دائما ولا تنساه، كما قال قائلهم: الله يعلم آنى لست آذكره وكيف أذكره إذ لسست أنساه وقال آخر: بت لمن يقول ذكرت ربى وهل آسى فأذكر ما نسيت

Shafi 238