222

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية في دعائه ب لايا هو يا من هو هو، يا من لا إلا إله إلا هو" و إنما قال ذلك بعد فنائه ف بحر وحدانيته وتلاشيه في غليان فردانيته واضمحلاله في مضيق تحنيق وجده، ثم قام به بعد هذه الأفتية وتقوى به وتعلم منه فقال: يا هو يا من هو ويا من لا هو إلا هو وهذا بعينه مثل ما قال الحلاج في أبياته: لا تتركن وإلها بحق حقي يسا أنا فهذا قال: أنا هو وهو آنا وكذا قال: لا هو إلا هو فكأنه قال: كل ما يقع عليه اسم "هو" فهو هو وهذا أبلغ مما أنكر به على الحلاج غير أنه أحسن وأجلى وإنما كان كذلك لأن الحسين الحلاج كان مغلوبا في عالم الفناء وأن عليا جاوز عالم الفناء إلى عالم فتاء الفناء وهو عالم البقاء وكان معه العقل، والتمييز، إذ هو قام به وتقوى به وتعلم منه مع العقل فافهم إن شاء الله وحده.

فإن قال قائل هذه الكلمات تدل على أن حال الحسين أبلغ من حال على لأن عليا دعا الغاتب لأن كلمته للغاتب، وأن حسيتا دعا الحاضر القريب بقوله: أنا الحق، وبقوله: يا أنا قلنا: هذا غلط فإن الحسين قال: ذلك في عالم الفناء ثم فوق عالم فناء الفناء عالم آخر وهو عالم علم مجهول ويسموته هذا العالم في اصطلاحهم مغلوب جهولا، وكلام على ق كان من هذا العالم، ومن في هذا العالم كان حاضرا غائبا، ومن في عالم الفناء كان غائيا من كل وجه بالإضافة إلى هذا العالم وبهذا سمى ذلك العالم عالم الفناء، والفاني كيف لا يكون غائب والدليل على أنه كان غائبا هو أته لو كان حاضرا لم ينطق بما نطق ولو لم يكن به من النطق لأبهم وأخفي عن الخلق ثم الكلام في عالم العلم المجهول سيأت بعد إن شاء الله وحده.

قال النوري: "الخبر كفر، ولا يكون التوحيد كفرا" يعني به توحيد إلى من

Shafi 222