============================================================
شرح الانفاس الروحانية يزعم أن لذات الله مقدارا معلوما محاطا به علما، أو عيانا.
قوله: "فأين وجد العبودية" يعني أين الضعف، والدعة، والذلة، والقلة اذا كنت أنت تحيط بالله علما، ومعرفة، ومشاهدة، ومعاينق إذن أنت أكبر منه، وأعظم حيث تحيط به عليا، أو معاينة، ويحتمل آنه أراد به أن العلم حجاب حيث يط بالمعلوم، والمعرفة حجاب لأنته يحيط بالمعروف، وأنت إنما تعلمه وتعرفه بواسطة العلم، والمعرفة ولا ينبغي أن يكون بين العبد، والرب واسطة وحجاب حول بينه وبين الرب ولا يصل: قال آبو يزيد -رحمه الله: "العلم غدر، والمعرفة مكر والمشاهدة حجاب، ف وجدت ما طلبت" يعني هذه الأمور كلها حجاب وواسطة بين العبد والرب، ووجود المطلوب ينبغي أن يكون أقرب من ذلك، وذلك إشارة إلى ما زعم الحلاج غير أنه أرخى الستر وهتك الحلاج.
قال ابن عطاء: "العلم ينهى عن القرار بالمكر، والكل مسفرون بالمكر وينهاهم مكر، فالكل يعيشون بالنهي، ويحسبون آنهم على شيء" يعني العلم ينهى عن القرار بالمكر وهذا النهي مكر، ثم الكل يسفرون بالمكر ويعيشون بالنهي ويحسبون أتهم على شيء معناه آن الكل إما آن يعلموا بنهى العلم، حيث يتهاهم عن المكر أو لا يعلموا، فإن علموا بنهي العلم فالنهى مكر، وإن لم يعلموا بالتهي فقد تقرروا على المكر لأن العلم إنما ينهى عن المكر، يريد به أن المريد السالك ينبغى ألا يلتفت إلى شيء سوى الله تعالى وتعرض عن الكل وتتوجه إلى الله تعالى وتفسير آخر بعبارة أخرى مجملة، نقول: تريد به أن علم العلماء في الشرع يمنع من سلوك طريق التصوف لكثرة ما فيها من الآفات والمكر ثم الوقوف عند
Shafi 215