172

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية الأحياء، ولا قدرنا على الارتقاء، وهذا كما قال رويم في الباب السابق: "اللحظة راحق والخطرة إمارة والاشارة بشارة" وقد مر شرحها، ثم هكذا أراد بقوله هنا المكر غذاؤنا فافهم.

قال الجنيد قدس الله سره: ل"خوف من القطع دائم بعد الوجود، وخوف من المكر فرض دائم إلى الأبد، وما أمن المكر إلا الهلاك" يعني أن الانقطاع من المقصود متصور دائما بعد الوصول ولابد من الانقطاع؛ لأن ملائكة الله تعالى يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} "[ النحل: 50] ولكن هذا ما دام المريد في الدنيا أما في الآخرة، فإن تصور الانقطاع لكنه مأمون أبدا من الخوف، ومن كل مكروه ينادي به بوعد الله الحكيم تعالى وعدا صدقا.

قال الله تعالى: إن الذين سبقث لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) (الأنبياء:101" إلى قوله: لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون} [الأنبياء:102].

وقال تعالى: اذخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تخبرون} [الزخرف: 70] إلى قوله تعالى: وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأغين وأنتم فيها خالدون} [71].

وقوله تعالى: لا يشمعون فيها لفوا ولا تأثيتا * إلا قيلا سلاما سلاما) (الواقعة:25، 26).

قوله: "وخوف من المكر داتتما أبدا" يعني الخوف من المكر يكون في الدنيا، والآخرة أبدا لا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون، لأن المكر من النعم وليس بعذاب من الله بخلاف القطع، وإن المكر ليس إلا أن يشتغل بنعمة الله عن نعمة أعظم منها ساعة، أو ساعتين، أو أكثر، وذلك لا يبعد في الآخرة للأنبياء ، والأولياء، وغيرهم من أهل الجنة فإنهم يشتغلون بنعم الجنة عن مشاهدة الحق

Shafi 172