165

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قلنا: أما قطع العبد فغير مقصود، إذ لو أراد قطعه لما رغبه، فيه، ولا أمره بالتوجه إليه، وقد قال الله تعالى: وإلى ريك فازغب} [الشرح: 8].

وقال الله تعالى: يختبي إلئه من يشاء ويهدي إليه من ينيب} [الشورى: 13] وقال لموسى الظف: واضطتعتك لتفسي} [طه: 41] وإنما المقصود وجهان مستحسنان أحدهما: الإنعام بذلك النوع من النعمة.

والثاتي : امتحان له وللملائكة؛ فإنه إذا كان صادقا في إرادته لا يلتفت إلى هذه التعمة وإن كان من الله تعالى مباحا له فيظهر بإعراضه عن ذلك النعمة وعدم الالتفات إليها إنه صادق بالغ في حبه لربه حجل وعلا- ورغية إلى حضرته تعالى فيظهر ذلك هذا المريد والملائكة جميعا فيتقوى به المريد ويعتمد على نفسه، ويعلم أثه وافقه وانقاد له، وإن كان بخلافه يعلم مقدار نفسه في الدناءة والضعف فيعتمد على فضل الله تعالى ويفرغ إلى التضرع، والتذلل، والخضوع له تعالى، وأما ملائكة الله تعالى يثنون عليه، ويمجدونه، ويحبوته، فلهذه الحكمة حسن ذلك المكر إذا عرفت ذلك ظهر ما أراد الجنيد قدس الله سره بكلامه الطويل: فنقول: أراد به أن المريد والسالك يرى في كل منازله، ومقاماته في طريقه إلى الله تعالى أمور وأشياء طيبة فإذا استطاب شيئا في مسيره والتفت إليها انقطع بها عثا فوقها، وكان ذلك الذي استطابه نعمة الله تعالى له وفيها مكر وغد.

وقال أيضا : "في طريق الله ألف مانع للمريد السالك يحجبه عن الله تعالى ولابد من البصير عليهم" يعني لابد للمريدين من الشيخ البصير العالم الكيس الذي رأى المشايخ كثيرا، ويعلم من كل واحد منهم ما لابد للمتصوفين لينظر إلى أحواهم وواقعاتهم، ويميز بين الصحيح، والسقيم، ويرشدهم إلى الصلاح ويدفعهم عن الفساد، ويعلمهم الآفات والمهالك وما يحفظهم بها عنها.

Shafi 165