154

Sharhin Anfas Ruhaniyya

Nau'ikan

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قوله: "وتقصير الموحدين بإشارات" قد ذكرنا في شرح كلام ابن عطاء بعض الكلام في الموحد، حيث قال: "هلاك الموحد يإشارات الخفى" فهو المراد به هنا أيضا، وإنما جعل الإشارة تقصيرا هنا لأنه التفات في عالم الحقيقة إلى غير الحق مع أن المشار إليه عالم الحقيقة لكنه غير الحق تعالى فكان ذلك نقصا، وإن كان ساعة لطيفة لأنه تقصير وتقاعد عن الارتقاء حقيقة في الحقيقة، ولأنه ربما ينقطع به عن الارتقاء في عالم الحقيقة.

قوله: "وذلك بشارة لهم من الله تعالى لكيلا يسكنوا به" لأن ذلك مقام النفي يعني أنه ترويح لهم واطمئنان هم لكي يتقووا بها على الفتاء، ويكون هذا بمنزلة نزول المسافر وقت الضحوة ليسكن ساعة ويعلف الدابة فلا تنقطع بدوام السير إلى الليل، وهذا قال : "روحوا القلوب ساعة فساعة(1" ولأنه يكون في تقوية السائر بمنزلة البشارة له أن يقول: إن المنزل قربت منك، وآن المقصود وراء هذا المثزل، فإذا جاوزت وصلت فهذه تقوية بالبشارة، ثم إن هذا يدل على آنه أراد بالموحد هنا من بلغ إلى الجمعية ولم يبلغ إلى عين الجمع وهو عند الفناء لكنه في مقام لا يوجد الفناء إلا فيه، وإن لم يوجد الفناء بعد.

قوله: "التفي هلاك البدن" يعني بالنفي: الفناء وهو الذي أشرنا إليه بأز، ينسى كل الأشياء، ويعمى عنها إلا الواحد وهو الله تعالى.

قال الشبلي: "إذا أشار الموحد فيكون كما أشار، وإذا خطر الخاطر فيهلك (1) رواه الديلمي وأبو نعيم والقضاعي عن أنس مرفوغا، وفي رواية القلب بالافراد، ويشهد له ما في مسلم وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم يا حنظلة ساعة وساعة، وفي المناوي قال أبو الدرداء: اني لأجم فؤادي بيعض الباطل - أي اللهو الجائز - لأنشط للحق، وقال علي رضيي الله عنه: آجموا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الابدان. انظر: كشف الخفاء - (1 /435).

Shafi 154