============================================================
شرح الأنفاس الروحانية بالمقام على بابه من كل وجه، والمقام من كل وجه هو المقام بالبدن، والنفس، والقلب، والعقل، والروح المسمى سرا وهو الهمة.
وقال ذو النون: لامن لم يهرب فهو على التار، ومن في التار فهو مشير، ومن علم الإشارة فوجده" يعني أن السالك في طريق التصوف إن لم يهرب عتها فهو على النار آي على الشدة والمشقة العظيمة من كلف الطريقة، أو طلب المزيد من عالم الحقيقة قوله: "اومن علم الإشارة فوجده" أي: من علم صوب الاشارة وصار محققا في صوب الإشارة، والأصح أن يقال: من لم يهرب؛ فهو على تار الشدة، والمشقة، وإنما صبر ولم يهرب، لأنه مشير آي: يظن أنه أصاب المطلوب، ومن علم أنه مشير مخطى في إشارته وظنه وجده، لأنه تجاوز عن مكر الإشارة.
وقال: "إن الله تعالى لا يمنع بره من حضر بابه"، والحضور الاضطرار على بابه، وبابه الرضا، وعطاؤه المعرفة، والمشاهدة، وعلامة المعرفة ألا ينسى ذكره بقلبه وعلامة المشاهدة أن لا يفطر إلى من سواه، فشر الحضور: بالاضطرار إلى الباب، وفسر الياب: بالرضا بما قضى من العطاء يعني من اضطر إلى الرضا بما قضى من العطاء لا يمنع منه عطاؤه وهو المعرفة والمشاهدة، ثم جعل علامة عطية المعرفة ألا ينساه، ويدوم ذكره في قلبه، وسره، وجعل علامة المشاهدة الموهوبة من الله تعالى: ألا ينظر إلى غير الله تعالى، وإنما يعني بالنظر إلى غير الله تعالى، نظر السر، وإلا خفي الذي شاهده بها لا نظر الوجه، والمراد من النظر عقد السر، والهمة على شيء غير الله تعالى.
وقال: "ان الله تعالى يدعو لمن هربه، ويعطى لمن حرمه"، وليس من صفة الله تعالى أن يمنع بره من أحده ومن لم يجد علامته فدلالته أن مجيء الهارب أقرب
Shafi 106