Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees
شرح التدمرية - الخميس
Mai Buga Littafi
دار أطلس الخضراء
Lambar Fassara
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
Nau'ikan
٢ - أو أنهم أوجدوا أنفسهم.
٣ - أو أوجدهم الله تعالى.
فالأول: إيجادهم من غير موجد ممتنع لأن المُحدَث لا بد له من مُحدِث.
والثاني: أنهم أوجدوا أنفسهم: إما أن نفس المخلوق أوجد نفسه أو أن المخلوق أوجده مخلوق مثله، فالأول: باطل لأنه يلزم أن بكون المخلوق متقدمًا على نفسه باعتباره محدثًا ومتأخرًا باعتباره حادثًا وتقدم الشيء على نفسه وتأخره عنه محال في غاية الامتناع.
والثالث: كون المخلوق أوجده مخلوق آخر محال لإفضائه إلى التسلسل كما سبق. فلزم بانقضاء هذه الأسباب إيجاد الخالق لهم وهو الواجب القديم الغني عما سواه.
• الوجه الثاني: الاتفاق في الأسماء: فالاتفاق في الأسماء لا يوجب تماثل المسميات، ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء فتكون هذه الأسماء خاصة به لائقة بعظمته لا يشركه فيها غيره، وكذلك سمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مناسبة لافتقارهم مع أنها توافق أسماء الله عند الإطلاق ولكن تخالفها عند التقييد لاختلاف خصائص الله تعالى عن خصائص خلقه. انتهى الجواب.
* وهنا بعض الألفاظ ينبغي بيانها للفائدة وهي:
١ - التسوية بين المتماثلات: والمقصود بها الأسماء والصفات فإنها من باب واحد من حيث دلالة النصوص عليها بطريق سواء ومن حيث اتصاف الله بها ومن حيث ما يلزم عليها وما لا يلزم.
٢ - التفريق بين المختلفات: وهي ما يليق بالله تعالى من الغنى والكمال المطلق فإنه يفارق تمامًا ما يتصف به المخلوق من الحدوث والافتقار والنقص، مما يجعل صفات الله لائقة باقتداره وصفات المخلوق
1 / 127