21

Sharh al-Qawa'id al-Arba'a 1

شرح القواعد الأربع ١

Mai Buga Littafi

سلسلة منشورات مؤسسة شبكة نور الإسلام

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Nau'ikan

والدليل على أن من الناس من يعبد الشجر والحجر، قوله تعالى: ﴿أَفَرَءيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الاخْرَى﴾ والعزى: شجرة، وقيل: ثلاث سمرات في وادي نخلة. ومناة: صنم بقُدَيْدٍ تعظمه الأوس والخزرج. واللات: صخرة بيضاء منقوشة بالطائف، وعليها بيت له أستار وسَدَنة، وقيل: كان اللَّات رجلا يلُتُّ سَويق الحاج، فلما مات عكفوا على قبره. (١) والدليل من السنة على عبادة الأشجار حديث أبي واقد الليثي ﵁، قال:" خرجنا مع النبي ﷺ إلى حنين " أي: حين خرجوا مع الرسول ﷺ من مكة إلى حنين لقتال هوازن، قال: "ونحن حدثاء عهد بكفر" أي: أن عهدهم بالكفر قريب؛ لأنهم من مسلمة الفتح. قال: "وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " أي: اجعل لنا سدرة ننوط بها أسلحتنا - والنوط: التعليق (٢) - ونتبرك بها، وذلك لجهلهم، ولقرب عهدهم بالكفر لم يتخلصوا من جذوره وأصوله، ولذا أغلظ الرسول ﷺ لهم في الكلام فقال ﷺ: " قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى: ﴿اجْعَلْ لَّنَا إِلَاهًا كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ﴾ [الأعراف: ١٣٨] إنها السنن، لتركبن سنن من كان قبلكم" لينزجروا ويحذروا، ويعرفوا أن ذلك شرك وباطل.

(١) جامع البيان (١٣/ ٣/ص ٥٨) (٢) لسان العرب: (٤١٨)

1 / 23