126

شرح المحرر في الحديث - عبد الكريم الخضير

شرح المحرر في الحديث

Mai Buga Littafi

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

الأذان كم؟ خمس عشرة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله" خمس عشرة، الجمل خمس عشرة، ويأتي أكثر من ذلك، وجمل الإقامة كم؟ إحدى عشرة، والنبي ﵊ أمر بلالًا أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة، إلا الإقامة، فالأذان شفع، والإقامة وتر، يستثنى من ذلك في الإقامة الإقامة، وهل يستثنى في الأذان شيء؟ كلمة التوحيد وتر، كلمة التوحيد في آخره وتر.
قد يقول قائل: إن الإقامة فيها شفع غير الإقامة الله أكبر، الله أكبر، نعم هذا فيه حجة أيضًا لمن يقول: بقرن التكبير، ليكون التكبيرتان كالواحدة.
"قال: فلما أصبحت" قال عبد الله بن زيد بن عبد ربه: "فلما أصبحت أتيت رسول الله ﷺ فأخبرته بما رأيت في الرؤيا، فقال: «إنها لرؤيا حق» " قد يقول قائل: إن هذا أمر شرعي، فكيف نبني حكم شرعي على رؤيا؟ وهل الرؤى يبنى عليها أحكام شرعية؟ الجواب: لا، لا يبنى عليها أحكام شرعية، فالدين كامل بوفاته ﵊، والمعول في ذلك على نصوص الكتاب والسنة، لا على الرؤى والمنامات والأحلام والأضغاث، لا، لكنها اكتسبت الشرعية من إقراره ﵊، فقال: «إنها لرؤيا حق» فأقرها فاكتسبت الشرعية من هذا الإقرار.
«إن شاء الله» هل هذا شك أو تحقيق؟ هل هذا تعليق أو تحقيق؟ تحقيق هذا، فالتأكيد بـ (أن) واللام منه ﵊، «إنها لرؤيا حق» هذا يدل على أنه لم يتردد في ذلك «فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به» قد يقول قائل: إن عبد الله بن زيد صاحب الشأن أولى من بلال بالأذان، لماذا لم يتخذ هو المؤذن؟ النبي ﵊ ذكر العلة «فإنه أندى صوتًا منك» وهل يمكن أن يجد عبد الله بن زيد في نفسه شيء على النبي ﵊ حينما قال: «ألقه على بلال»؟ لا يمكن؛ لأنه ليس هذا من عادة الصحابة أن يجدوا في أنفسهم شيء مما قضى الله ورسوله.

5 / 20