============================================================
المرصد الثاني- في تعريف مطلق العلم النصرة به تخييلية ألا يرى أنه إن تم دل على امتناع التحديد، دون عسره وإن لم يتم لم يدل على شيء، قالا: (وطريق معرفته القسمة والمثال) أما القسمة فهي أن تميزه عما يلتبس به من الاعتقادات، فنقول مثلا: الاعتقاد إما جازم أو غير جازم، والجازم إما مطابق أو غير مطابق، والمطابق إما ثابت أو غير ثابت، فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت، وهو العلم بمعنى اليقين، وقد تميز عن الظن بالجزم وعن الجهل المركب بالمطابقة، وعن تقليد المصيب الجازم بالثابت الذي لا يزول بالتشكيك، وأما المثال فكان يقال: العلم إدراك البصيرة المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال : هو كاعتقادنا ان الواحد نصف الاثنين (وهذا) القول (بعيد فإنهما) أي القسمة والمثال (إن افادا تميزا) لماهية العلم عما عداها (صلحا معرفا) وحدا لها إذ لا يعني ها هنا بتحديدها قوله: (لأن التصرة به تخييلية) أي وهمية ليست في الواقع، فكلمة ربما للتقليل، والقلة باعتبار الكيفية وهذا على تقدير أن يراد بالعسر ضد اليسر، وآما إذا أريد به ما ليس بيسر، فيتثاول امتناع التحديد أيضا فالتقليل باعتبار أن الدليل المذ كور شبهة.
قول: (فهي أن تميزه إلخ) يعني لا اشتباه للعلم يسائر الكيفيات النفسانية، ولا للعلم التصوري إنما الاشتباه للعلم التصديقي، والقسمة المذكورة تميزه عنها، فحصل معرقة العلم المطلق بأقسامه، فلا يرد أن الكلام في العلم المطلق، والقسمة إنما تميز العلم التصديفي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لسعرفته قوله: (العلم إدراك البصيرة إلخ) الظاهر أن المشابهة صفة لإدراك البصيرة لإخراج إدراك البصيرة الذي لا يكون مشابها لإدراك البصر، أعني ما يكون فيه شبهة وحينثذ يرد أن هذا تعريف للعلم رسم له مركب من المشترك والمميز، والكلام في المثال المقيد لمعرفته، فالوجه أن يجعل قوله إدراك البصيرة عطف بيان أو بدلا من العلم لتعيين المعنى المراد، فإنه قد يطلق على الملكة وعلى المعلوم، وقوله: المشابه خبرا له، ويؤيده ما في شرح المقاصد اما المثال فهو أن إدراك البصيرة مشابه لادراك الباصرة.
قول: (او يقال: هو الخ) افاد به آن المثال في كلام الغزالي يجوز ان يكون بمعنى الشبيه والنظير، أو بمعنى الجزئي للعلم، وذكره في المستصفى الأول لا يدل على الحصر.
قوله: (صلحا معرفا وحدا لها) بناء على ما هو التحقيق من أن ما تستلزم معرفته معرفة قوله: (فقد خرج عن القسمة الخ) إن أراد أنه لا يخرج إلا عن القسمة فممنوع، وإلا فحصر الطريق في القسمة والمثال حينثذ ممتوع فتدير.
قول: (صلحا معرفا) قيل عليه: لا يلزم من مجرد إفادتهما تميزا صلاحيتهما للتعريف، ولو رسميا إنما يلزم لو افادا لازما يينا، وليست المحصلة بالقسمة مثلا لوازم بينة، وإلا لم يجهله
Shafi 74